للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما أنه يبحث عن كل معرفة مفيدة مهما كان مصدرها: "فالحكمة ضالة المؤمن، حيثما وجدها فهو أحق الناس بها" كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام.

تنظيم المحتوى:

البدائل المطروحة لتنظيم محتوى المنهج يمكن تصنيفها فيما يلي:

أولا: هناك التنظيم الذي يخضع لخصائص منهج المواد الدراسية المنفصلة، حيث يتم التركيز على المواد الدراسية، ويتكون المحتوى من عدد من المواد الدراسية المنفصلة التي خططت ووضعت مقدما، ونظمت تنظيما منطقيا وفقا لطبيعة كل مادة، ويغلب على هذا التنظيم الطابع النظري، ويوضع في صورة موضوعات بحيث يتم تناول كل موضوع في حصة، وغالبا ما يترجم هذا المحتوى في صورة "كتاب"، يتم تناوله بطريقة تلقينية بمعزل عن نشاط التلاميذ وفاعليتهم، كما يعتبر هذا التنظيم السائد غالبا عندنا في مصر، وفي معظم أقطار الأمة.

ثانيا: هناك التنظيم القائم على أساس منهج النشاط، وهو تنظيم قام كرد فعل للتنظيم القديم السابق، فجاء على العكس منه، فميول التلاميذ وأغراضهم هو المحور الذي ينظم على أساسه المحتوى، كما أن هذا التنظيم يقوم على أساس إيجابية التلاميذ ونشاطهم، فالتلاميذ يشاركون في اختيار المحتوى وتخطيطه وتنفيذه، وبذلك فإن المحتوى لا يتم اختياره مقدما، ولا يتقيد بالحواجز الفاصلة بين المواد الدراسية، ويعتمد في تنفيذه على أسلوب حل المشكلات، وتخطيط وتنفيذ المشروعات؛ لذلك فإن التقويم في هذا التنظيم يقوم على أساس نشاط الطلاب وسلوكياتهم، وعلاقاتهم.

ثالثا: إذا كان منهج النشاط قد نقل الاهتمام في التربية من المادة إلى ميول التلاميذ وأغراضهم، ورفض تخطيط المنهج مقدما، فكلاهما قد أهمل معيار التكامل بين مكونات المحتوى التعليمي، وقد أهمل أيضا التعامل مع حاجات المجتمع ومطالبه ومشكلاته.

ومن هنا جاء التنظيم المحوري للمناهج مستفيدا من مزايا التنظيمين السابقين ومتخطيا عيوبهما؛ لذلك نادى بأن يكون محور الدراسة هو حاجات الدارسين لا مجرد ميولهم؛ على اعتبار أن الحاجة ذات شقين: شق شخصي يتصل بالطالب مباشرة، وشق اجتماعي يتصل بالنظامل الاجتماعي ومطالب الحياة الاجتماعية التي يعيشها الطلاب ومشكلاتهم.

وهكذا انبثقت فكرة التنظيم المحوري، فهو تنظيم يدور حول مشكلات الحياة وحاجات الدارسين بقصد إعدادهم للمواطنة ومسئوليات الحياة١.


١ انظر: الدمرداش عبد الحميد سرحان، المناهج المعاصرة، الكويت، مكتبة الفلاح، ط٣، ١٤٠١هـ-١٩٨١م، ص١٥٣-٢٠١.

<<  <   >  >>