للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتعميم، وغير ذلك من العمليات العقلية والمهارية والانفعالية المتداخلة، ولذلك فليس غريبا أن يكون التغير والتطور السريع والمتلاحق في العلم والمعرفة وفي التطبيق التقني في العالم ما هو إلا نتيجة لمواجهة المشكلات وحلها.

ويسمى جون ديوي طريقة حل المشكلات -وهي الطريقة العملية المطبقة في حل المشكلات الإنسانية الممتدة من المشكلات البسيطة للحياة اليومية، إلى المشكلات الاجتماعية المعقدة، إلى المشكلات العقلية المجردة -بأنها طريقة التفكير المنتج.

أهمية طريقة حل المشكلات:

١- وتنبع أهمية طريقة المشكلات في التعليم والتعلم من أنها سلسلة من العمليات العقلية والمهارية والوجدانية التي نتعلم من خلالها أفكارا ومهارات وقيما ومفهومات جديدة، فالمدرس الواعي يستخدم طريقة حل المشكلات لا لتطبيق وإيضاح مفهومات أو تعميمات سابقة فقط، ولكن أيضا لاكتشاف مفهومات وتعميمات جديدة.

٢- طريقة حل المشكلات تزود المتعلم بالفرص المتنوعة لممارسة معلوماته ومهاراته ومفهوماته السابقة، فعن طريق حل المشكلات نتعلم كيف نحول أو نطور المفهومات والتعميمات السابقة, ونستعملها في مواقف أو مشكلات جديدة، فمما لا شك فيه أن انتقال أثر التعلم من خلال تطبيق ما تعلمه الفرد في حل المشكلات أيسر وأعمق من انتقال أثر التعلم من خلال تعلم معلومات ومفاهيم وتعميمات منفصلة ومجردة.

٣- كما أنها وسيلة لإثارة الفضول العقلي والمتعة، والرغبة لدى المتعلم في البحث عن الحل، وخاصة إذا كانت المشكلة متصلة بميل أو حاجة لدى المتعلم، أو تثير رغبته في التحدي.

٤- تنمي الشعور بالثقة والإيجابية، وتجعل المتعلم يثق بقدراته ومهاراته، وتنمي لديه القدرة على المناقشة، والتفكير النقدي، وتنمى العلاقة القائمة على الاحترام والثقة بين المدرس والمتعلم.

٥- هي طريقة تقوم أساس على خطوات البحث والتفكير العلمي، ويربط جون ديوي بين طريقة التفكير التام وبين طريقة حل المشكلات على أساس أنها عملية تعتمد على التفكير التام، ويرى أن هناك خمسة أطوار لإتمام عملية حل المشكلات التي تعتمد على الطريقة العلمية وهي كما يلي:

<<  <   >  >>