يزعم أن المسلمين لا يعاشرونهن بالمعروف، حقوقا في المواريث لا نجد مثلها في قوانيننا" (ص ٤٧٤ الطبعة الثانية. ترجمة المرحوم الأستاذ عادل زعيتر).
"كان الاسلام ذا تأثير عظيم في حال المرأة في الشرق. فهو قد رفع حال المرأة الاجتماعي وشأنها رفعا عظيما بدلاً من خفضهما، خلافا للمزاعم المكررة على غير هدى، فالقرآن قد منح المرأة حقوقا إرثية بأحسن مما في قوانيننا الأوروبية".
ثم قارن المؤلف بين حال المرأة العربية قبل الاسلام وبين حالها بعده، وتابع حديثه قائلاً:
"وإذا أردنا أن نعلم درجة تأثير القرآن في أمر النساء وجب علينا أن ننظر اليهن أيام ازدهار حضارة العرب، فقد ظهر مما قصه المؤرخون فنذكره فيما بعد أنه كان لهن من الشأن ما اتفق لاخواتهن حديثاً في أوروبة، وذلك حين انتشار فروسية عرب الأندلس وظرفهم".
"وقد ذكرنا - في فصل سابق - أن الأوروبيين أخذوا عن العرب مبادئ الفروسية وما اقتضاه من احترام المرأة، فالإسلام أذن - لا النصرانية هو الذي رفع المرأة من الدرك الأسفل الذي كانت فيه، وذلك خلافاً للاعتقاد الشائع، فاذا نظرت الى امراء النصارى الاقطاعيين في القرون الوسطى، رأيتهم لم يحملوا شيئاً من الحرمة للنساء".
"وإذا تصفحت كتب تاريخ ذلك الزمن وجدتَ ما يزيل كل شك في هذا الأمر فعلمتَ أن رجال عصر الاقطاع كانوا غلاظاً نحو النساء قبل أن يتعلم النصارى من العرب أمر معاملتهن بالحسنى، فمن ذلك ما جاء في تاريخ "غاران لولوهيران" من معاملة النساء في عصر شارلمان وعن معاملة شارلمان نفسه لهن: "انقض القيصر شارلمان على أخته في أثناء جدال، وأخذ بشعرها وضربها ضرباً مبرحاً وكسر بقفازه الحديدي ثلاثاً من أسنانها"! .. فلو حدث مثل ذلك الجدل مع سائق عربة في الوقت الحاضر لبدا هذا السائق أرحم منه بلا ريب".
"ومن الأدلة على أهمية النساء أيام حضارة العرب كثرة من اشتهر منهن بمعارفهن العلمية والأدبية، فقد ذاع صيت عدد غير قليل منهن في العصر العباسي في المشرق والعصر الأموي في أسبانية".