عمله الاضافي الذي كنا نسدد منه كثيراً من المصروفات عن اجرة المنزل وأهملني وأطفاله، وأصبح عبوس الوجه. حاد الطبع، لا يكاد يكلمه أحد أطفاله حتى ينهال عليه ضرباً مبرحاً، وعندما أسأله عما آلى اليه حاله يقول! - قولي للدولة أن تمنع هذا، فأنا انسان، وأبدأ أسمع منه ما يجري بين هذه وذاك من أمور، وهويرى بعينه ويسمع بأذنيه ولا يمكنه أن يتكلم.
وبعد: يا سيدي، أتعلم ماذا جرى؟ لقد جرفته الدوامة وأصبح المال القليل الذي كان ينفق على الأولاد ومدارسهم وأكلهم وملبسهم ودوائهم لا يكفي لاناقته وحده .. وبدأت تتراكم الديون علينا وبالأحرى علي أنا، لأنه لم يعد يهمه من البيت إلا أن يأكل به وينام، وكأنه ليس مسؤولاً عنه، وبدأت الخلافات تزداد وشعر الأولاد باهمال والدهم لهم فأصبحوا لا يهابون أحداً، حتى البنات، وبدأت أخلاقهم يا سيدي بالانحلال، وهذا ما كنت أخافه وأخشاه، وهكذا يا سيدي تقوضت سعادتي، وانهار هذا المنزل الذي بنيته بقناعتي وصبري ونكران ذاتي.
سيدي: هذه هي مشكلتي، بل مشكلة كل زوجة ابتلاها الله بأن يكون زوجها موظفاً، الا تراها جديرة بالاهتمام؟ الا تراها مشكلة أمة ومستقبل جيل؟ فأنا لا ألوم زوجي ولا أي رجل. وماذا تريد من الرجل أن يفعل أمام الاغراء، أيغمض عينه؟ وخاصة عندما يبقى في كثير من الاحيان مع احداهن منفرداً؟.
[٢ - الزوج الشاكي:]
وقالت جريدة "الايام" بعد أيام:
قبل أيام نشرنا مأساة الزوجة المتألمة السيدة "م. ن" التي تكاد تخسر زوجها بسبب وجوده بين عدد من الموظفات الفاتنات، اللواتي سلبن قلبه وأوشكن أن ينزعنه من بين أحضان زوجته وأطفاله، وننشر اليوم مأساة الاستاذ (هـ. ن) المدرس في إحدى مدارس دمشق ونحتفظ بالاسم كاملاً نزولاً عند طلبه، ونتساءل من جديد عن رأي انصار توظيف المرأة، وإفساد الجنسين، وإلقاء الشبان المحتاجين للوظيفة في الشارع.
قرأت ببالغ الأهمية في باب "منبر حر" الشكوى التي تقدمت بها الزوجة "م. ن" من سوء تصرف الزوج حيال اسرته، وانحراف سلوكه عن الطريق السوي الذي كان يسلكه عندما كان في منأى عن وجود زميلات له في مهنته.