"نعم من الواضح أن الفرنسوي الثري الذي يمكنه أن يتزوج باثنتين فأكثر، هو أقل حالاً من المسلم الذي لا يحتاج الى الاختفاء اذا أراد أن يعيش مع اثنتين فأكثر، وينتج عن ذلك هذا الفرق: ان أولاد المسلم الذي تعددت زوجاته متساوون ومعترف بهم، ويعيشون مع آبائهم جهرة بخلاف أولاد الفرنسوي الذي يولدون في فراش "مختف" فهم خارجون عن القانون.
وفي مقال للأمير شكيب ارسلان في مجلة الفتح بتاريخ ١٦ شعبان ١٣٤٨هـ / ١٦ يناير ١٩٣٠م ص ٥٠١ ما يلي:
- ... وكان الألمان بعد حرب الثلاثين سنة قد نقص عدد رجالهم كثيراً، فقرر مجلس حكومة فرانكونيا إجازة أن يزوج الرجل بامرأتين، ونفذ هذا القرار مدة طويلة. وهذا منذ ٢٥٠ سنة.
-٨ -
دفاع احرار الفكر في الغرب عن تعدد الزوجات
قالت "آني بيزانت" زعيمة التيوصوفية العالمية في كتابها: "الأديان المنتشرة في الهند":
إني أقرأ في العهد القديم (التوراة) أن صديق الله الذي يفيض قلبه طبقاً لإرادة الله كان معددا للزوجات، وزيادة على هذا فإن العهد الجديد (الانجيل لا يحرم تعدد الزوجات إلا على من كان أسقفاً أو شماساً، فإنهما هما المكلفان أن يكتفيا بزوجة واحدة، وإني لأجد كذلك تعدد الزوجات في الكتب الهندية القديمة، وما يتهمون الاسلام إلا لأنه من السهل على الانسان أن يتتبع العيوب في عقائد الغير ويشهر بها.
ولكن كيف يحوز أن يجرؤ الغربيون على الثورة ضد تعدد الزوجات المحدود عند الشرقيين ما دام البغاء شائعاً في بلادهم! ومن يتأمل فلا يجد وحدة الزوجة محترمة إلا لدى نفر قليل من الرجال الطاهرين، فلا يصح أن يقال عن بيئة أهلها موحدون للزوجة ما دام فيها الى جانب الزوجة الشرعية خدينات من وراء ستار.
ومتى وزنا الأمور بقسطاس العدل المستقيم ظهر لنا إن تعدد الزوجات الاسلامي الذي يحفظ ويحمي ويغذي ويكسو النساء، ارجح وزناً من البغاء الغربي الذي يسمح بأن يتخذ الرجل امرأة لمحض اشباع شهواته، ثم يقذف بها