كل مظهر من مظاهر الحياة يجافي المساواة، فالمساواة التي لا تقوم إلا نظراً في عنصر من عناصر الكمال، وهل للكمال أثر في احداث الحياة؟
المرأة تطلب مساواتها بالرجل في الحقوق، ويهيب بها "جول لميتر" ان لا تتشبه بالرجل اذا أرادت أن تكون مساوية له، بل أن تمعن في الأنوثة.
وقال: على المرأة أن تتزوج حديثة السن - اذا استطاعت - وأن تكره الحياة الخالية من الجد، وأن تكون لها أولاد وألا تشفق من ارضاعهم، لأن أداء الواجبات الطبيعية عن طواعية يتحول الى سعادة، وأن تحب أولادها مرضاة لهم، لا مرضاة لها، وألا تصرفها عن العمل، وأن تجعل منهم رجالاً، حينئذ تزداد المرأة سلطانا، فتحتل في المجتمع مرتبة أعلى من المرتبة التي قد ترتقي اليها بحكم القانون، وحينئذ لا تكون المرأة مساوية للرجل، بل تكون أرفع منه، ذلك ما يطلب الرجل من المرأة فلا عجب أن يكون أحب الرجال اليها أشدهم مقاومة لمطالبتها بحقوقها (١)".
وقال "غوستاف لوبون" في كتابه "سر تطور الأمم":
وباسمه (باسم مذهب المساواة) قامت المرأة تطلب المساواة بالرجل في الحقوق وفي التربية، وقد نسيت ما بين النوعين من الفروق العظيمة في القوة العاقلة! وهي اذا فازت بمطلبها جعلت الأوروبي رجلاً من الرُحّل لا يعرف له بيتاً يؤويه ولا عائلة يسكن إليها ...
أقول: كتب لوبون هذا الكلام منذ ثمانين عاماً تقريباً. وقد تحقق ما قاله عن البيت الاوروبي الى حد كبير كما يشهد بذلك الأقوال والاحصاءات التي ذكرناها في هذه الملاحق.
ومن طريف ما نقلته الصحف في هذا الموضوع، ما نشرته جريدة الأيام الدمشقية في تاريخ ٢٠ شعبان ١٣٨٢هالموافق ١٥ من كانون الثاني ١٩٦٢م تحت عنوان "مع الناس":
قال المعلق البريطاني "كونيتبن كرو": كثيراً ما يختلط علينا الأمر في بريطانيا، فلا ندري: هل طابور الدراجات البخارية المقبل من بعيد هو طابور نسوان، أو رجال! فجميعهم شعورهم قصيرة، وكلهم يرتدون السويتر