هذا الانحراف في العواطف، والانزلاق الى ما هو أبعد، واقع كل يوم وكل لحظة في المجتمعات التي ينطلق فيها الاختلاط، وتنطلق فيها المرأة متزينة متبرجة، وتنطلق معها شياطين الفتنة والاغراء، وهذر فارغ يكذبه الواقع ما تلهجه به ألسنة الببغاوات هنا، وألسنة الشاردين هناك، من ان الاختلاط يهذب المشاعر، ويصرف الطاقات المكبوتة، ويعلم الجنسين آداب الحديث وآداب المعاشرة، ويزود بالتجربة التي تصون من الزلل، وأن الاختيار (اختيار أحد الزوجين للآخر) القائم على التجربة الكاملة - حتى عنصر الخطيئة - كفيل بأن يمسك الشريكين كلا لصاحبه، لأنه إنما اختاره عن رضى وبعد تجربة ... أقول هذر يهدمه الواقع، واقع الانحرافات الدائمة، والتحولات المستمرة في العواطف، وتحطيم البيوت بالطلاق وغير الطلاق، وانتشار الخيانات الزوجية المزدوجة في تلك المجتمعات.
فأما خرافة التهذيب والتصريف النظيف، باللقاء والحديث، فليسألوا عنها نسبة الحبالى من تلميذات المدارس الثانوية الامريكية، وقد بلغت في احدى المدارس ٤٨%.
وأما البيوت السعيدة بعد زواج الاختلاط المطلق والاختيار الكامل، فليسألوا عنها نسبة البيوت المحطمة بالطلاق في أمريكا، وهي تقفز فترة بعد فترة كلما ازداد الاختلاط وكلما تم الاختيار، وهذه النسبة المخيفة تمضي في هذه الخطوط:
... ... التاريخ ... ... ... ... ... النسبة في المائة
... ... سنة ١٨٩٠ ... ... ... ... ... ٦%
... ... سنة ١٩٠٠ ... ... ... ... ... ١٠%
... ... سنة ١٩١٠ ... ... ... ... ... ١٠%
... ... سنة ١٩٢٠ ... ... ... ... ... ١٤%
... ... سنة ١٩٣٠ ... ... ... ... ... ١٤%
... ... سنة ١٩٤٠ ... ... ... ... ... ٢٠%
... ... سنة ١٩٤٦ ... ... ... ... ... ٣٠%
... ... سنة ١٩٤٨ ... ... ... ... ... ٤٠%
ونشرت "حضارة الاسلام" في المجلد الثاني ص ٤٨٩ الخبر التالي:
وافق مجلس الشيوخ الامريكي من مدة قصيرة على مشروع قانون يسمح