ان في الجمهورية الاتحادية الالمانية اليوم حوالي سبعة ملايين من النساء العاملات، وهذا أكثر من ثلث المجموع من عدد العمال. ان أكثر من ثلث النساء متزوجات، ومعظمهن عندهن طفل أو أكثر من الذين لا يزالون في سن الطفولة تحت سن السابعة، وهؤلاء الأطفال بحاجة خاصة الى عناية الأم، ان هذا العبء المثلث على تلك النساء هو السبب الوحيد الذي يؤدي الى تدهور حالتهن الصحية التي بدورها تؤدي الى تدهور الطفولة، ومن ثم المجتمع العام.
انه من المعروف أن البناء الجسمي والروحي لدى النساء يختلف اختلافا كبيراً عن تركيب بنية الرجال القاسية المتينة.
انه ليس داعياً للتعجب أن تعطينا الاحصاءات الطبية الصحيحة في المجتمع الألماني ان كل ثامن امرأة تعاني مرضاً في القلب وفي جهاز الدوران الدموي.
ان التقارير الطبية ترد هذا الى التعب غير الطبيعي، ان نسبة وجع الرأس الدائم عند العاملات هو أكثر بسبع مرات من تلك اللاتي في البيت بدون عمل، والمرض الجنسي من موت الجنين أو الولادة قبل الأوان هو كما يتخيل أنه الوقوف الدائم أو الجلوس المنحني أمام منضدة العمل أو الحمل الثقيل غير الاعتيادي، لا بل هناك العامل النفسي الذي هو الأساسي، ومن المعروف اليوم أن التشويه عند النساء: تضخم الرجلين، أو تضخم البطن أو غير ذلك، يعود الى الحالات النفسية التي تقاد من الدماغ ومركزها في النخاع الشوكي الذي قد يؤدي الى الشلل او العاهة الجسمية.
لماذا يعمل النساء؟
والآن يفتح الستار أمام السؤال: لماذا يعمل النساء - اذا كان المصير هو هذا المصير الفاجع - أليست الصحة فوق كل شيء؟؟
الجواب على ذلك: ان السبب ليس فقط الرفاهية في الحياة: سيارة براد، تلفزيون الخ .. لا بل ان الاحصاءات أعطت أن الطمع المادي والطمع في زيادة المال هو الذي يؤدي الى هذه الحياة المرة، فكثير من نسائنا لسن بحاجة الى العمل لانهن يملكن جميع رفاهيات الحياة، ومع كل هذا يسرن يومياً كالدواب الى العمل.