للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اقتصادي مرتفع قد يحب مدرسا ويحترمه ولكنه ينظر إليه أنه من فئة أخرى أو من جماعة معينة، وربما ينظر إليه على أنه أقل منه في المستوى بحيث لا يتمنى أن يصبح مثله، بعكس الحال إذا نظر إلى هذا المدرس تلميذ له مستوى اقتصادي منخفض. وهذا لا يعني أن التلميذ صاحب المستوى الاقتصادي المرتفع لا يتأثر ببعض السمات البارزة في هذا المدرس.

إن التأثير العاطفي لشخصية المدرس في التلميذ يأتي من مبدأ اتخاذ المدرس كنموذج، فكل الظروف القائمة في مجال المدرسة وشروطه المادية والمعنوية، ومضمون عملية التنشئة التي يقوم بها المجتمع تؤدي إلى هذه النتيجة. وإن المدرس نفسه وهو يتعامل مع التلميذ يكون في ضوء هذا المبدأ، كما أن التلميذ يعامل المدرس على أساس منه.

وهذه النموذجية الشاملية على المستوى المعرفي والأخلاقي والوجداني هي ما يجعل العمل التربوي صعبا، وهو أمر واضح من تردد وتخوف المبتدئين في التدريس أو المقبلين عليه. وهذا التأثير للنموذج ربما استمر معهم وعلق بهم إلى مراحل متأخرة من حياتهم، وخاصة ما يتصل بالجانب الخلقي والمهني من شخصية المدرس.

د- المدرس كممثل قيم: إن المدرس في سلوكه ومن خلال مركزه الاجتماعي يعكس العديد من القيم مهما اختلف المدرسون، مثل قيمة النظام، وقيمة المعرفة والتحصيل، وقيمة المسايرة الاجتماعية أو التمشي مع الأوضاع. ويتأثر التلاميذ عبر سلوك المدرس وتصرفه في المواقف بهذه القيم، في الفصل أو أثناء النشاط أو أثناء حفلة أو مباراة.

هـ- المدرس ككفيل أو معيل Supporter: ربما كان أعمق تأثير للمدرس في نمو التلميذ اجتماعيا، هو ما يشعره التلميذ بأنه مكفول بالمدرس أو أن المدرس راع له. تلك العلاقة التي تقوم على الاهتمام والحرص من جانب الكفيل "المدرس" على المكفول "التلميذ" وتنعكس من التلميذ في صورة احترام أو إعجاب بهذا المدرس، ويسقط معها الفتور بين التلميذ والمدرس مع بقاء الموضوعية والاتزان.

<<  <   >  >>