تنوع وكم هذا العدد الكبير مما يقدم للأطفال ومن أجلهم. وأود أن أشير إلى أنه بالرغم من أن الأطفال العرب يمثل تعدادهم بنسبة تقدر بنحو ٤٥% من تعداد سكان العالم العربي في الوقت الذي تبلغ فيه نسبة الأطفال في العالم كله ٣٧% من عدد السكان تهبط هذه النسبة إلى ٢٧% تقريبا في أمريكا الشمالية ودول أوروبا وترتفع ٤٢% في أمريكا الجنوبية، وعموما في الدول المتقدمة لا تزيد نسبة الأطفال عن ٢٢% من جملة السكان. إن ارتفاع نسبة الأطفال العرب هذه لا يرفع نسبة الإنفاق على الأطفال في هذه الدول العربية والذي لا يمثل أكثر من ١% مما كان من الواجب إنفاقه، وهذا ينسحب بالتالي على أداء وسائل الإعلام المختلفة لدورها الرئيسي.
ومن المعروف أن الخلية الأولى التي ينمو فيها الطفل ويحتك بها احتكاكا مستمرا ويتلقى فيها أول أنماط التنشئة هي الأسرة. والأسرة لا تعتبر الآن بالأسرة الشاملة للرعاية والتنشئة لهذا الطفل أو ذاك في خلال سنوات حياته الأولى، وذلك كما كان حالها في العصور الماضية، فتشاركها الآن معاونة دور الحضانة والروضة بهدفها التثقيفي التربوي، والمدرسة بأنشطتها الصحافية والإذاعية والموسيقية وغيرها. وكذلك المادة المطبوعة من مجلات وكتب، والمذياع المرئي والمذياع المسموع، ونوادي تثقيف الطفل، وقد استدلت مثل هذه المؤسسات التربوية ومؤسسات أخرى على بعض من تلك الأدوار والأنشطة التي كان الآباء والأقارب يقومون بها في وقت من الأوقات، وبغض النظر عن تعرض الطفل تعرضا هائلا للمؤثرات الخارجية، فما زالت المدرسة ذات آثر في توجيه الطفل ونموه العقلي وجزء من ثقافته وتحاول دور الحضانة والروضات جاهدة أن تساهم بدور ليس بالقليل وخاصة في مرحلة هامة من مراحل نمو الطفل النفسي.
ويقع على عاتق الأجهزة الإعلامية الآن نسبة كبيرة من تثقيف الطفل وتوجيهه فضلا عن مساهمة المؤسسات التربوية الأخرى.
هذا ... ويؤكد جوهرية الدور الذي تقوم به أجهزة الإعلام في إعطاء ثقافة مشتركة وخلفية موحدة لأعداد كبيرة من الأطفال وفي أسرع وقت ممكن وعبر المساحات الشاسعة والأميال المترامية من البيئات المتباعدة والقريبة.