العناصر كهدف عن قصد في قضية الثقافة للصغار. وإننا إذا قلنا: وما النوع؟ فسوف نسمح لأنفسنا أن نقول: وما أقل الكم!
وإذا كانت الكلمة المقروءة هي أخلد الوسائل للثقافة فإن الكلمة المسموعة والمرئية تفوقها سرعة في التأثير ومدى الوصول إلى أعماق الطفل.
والأثر الخطير لكل من الإذاعة والتلفزيون على نفوس الأطفال ووجداناتهم جعلنا نهتم بإعداد برامج خاصة بهم ويتحقق من خلالها لهم الإمتاع العقلي والنفسي وتبتعد به عن التدريس في أسلوب التقديم.
والطفل قد يجلس أمام التلفزيون ما يقرب من سدس عدد ساعات اليقظة، وعندما يجلس أمام هذه الشاشة الصغيرة فهو يتعلم نماذج جديدة من السلوك قد تدعم أنماط السلوك السائدة أو تبشر بأشكال جديدة من السلوك المقبول والموافق لمعايير المجتمع، أو قد ثبت قيما وآراء وأشكالا جديدة تتعارض بل تتصارع مع قيم الجماعة وتقاليدها. وهنا تكون الخشية على التنشئة.
إن الإيمان بالفكر الغربي فيما يقدم للطفل ونقل نماذج الغرب إلى بلادنا شيء يستحق منا وقفة تأمل. إن ما يصلح هناك قد لا يصلح هنا. ويكفي أن نقول عن هذه البرامج التي تقدم هناك ويستعان بها هنا. إن أطفالنا ليسوا هم بأطفال الغرب وقيمنا التي يجب أن نربيها فيهم لا تصلح لها برامج غربية تعنى وتهتم بتنمية قيم وتقاليد خاصة بأطفالها لإتمام سلسلة قيمية تخدم ثقافة الغرب من أجل أطفال بعينهم، وذلك بهدف أن يصبح الطفل ذا ثقافة فرنسية أو أمريكية أو غير ذلك اعتمادا على القيم والتقاليد والعادات التي تبثها تلك البرامج عن قصد لأطفالها، وهل أطفالنا فوق كل ذلك يتميزون بمعايير النمو التي يختص بها طفل من ثقافة أخرى ومن مجتمع مختلف؟ لا أعتقد هذا وإن تشابهت إلى حد ما إذا جاز لنا هذا القول.
وطوق النجاة لن يكون من خارجنا دائما، بل من أعماق أصالتنا وتراثنا العربي العريق، طوق النجاة لنا برامج تؤكد قيم المجتمع العربي وتثبت تقاليد وعادات وعرفا عربيا أصيلا، فالوطن العربي له تراث وله بناء دينامي وله تاريخ