استعين بأطفال أثناء الأداء، لهم نفس العمر الذي يحتويه الهدف الموجه وليس بأطفال أكبر من الهدف الموجه والمقصود. وإن كان هذا المسلسل به من الأغاني ونعلم أهمية الأغنية وفعاليتها على الأطفال ومعهم، إلا أنها أغان مباشرة ليس فيها من الخيال الذي يمتع الطفل فيصبح للأغنية عمق في نفسه فتشده بالحركة أو الترديد أثناء الأداء فتمس وجدان الطفل وتملأ عاطفته. ويلاحظ أن كلمات الأغاني في معظمها مباشرة للغاية والأغنية ليس لها اللمسة الوجدانية، فالكلمات لأغنية الطفل يجب أن تكون غير مفتعلة وتكون خارجة من وجدان المؤلف حتى تصل إلى وجدان الطفل ومشاعره. فالطفل حساس للكلمة الحلوة الرقيقة ذات الشاعرية والنغم والخيال والتي تشبع العقل والفكر. ولكن أين هي؟.
إن الكثير من الأغاني مفتقد بل نادر بصفة عامة في برامج الأطفال ويحتاج إلى المحتوى النفسي والتربوي الملائم للكلمة المنظومة الموجهة للصغير.
إن أغنية الطفل لم تشغل حيزا ملائما في برامج الطفل هنا، وبالرغم من أن الكلمة المغناة غذاء لروح الطفل منذ شهوره الأولى، والشكل المحبب منها يكون ذا إيقاع سريع خفيف وتشمل الحوار الرقيق كلما أمكن.
والأطفال حتى الرابعة تستهويهم الحركة فيما يقدم، وبعد ذلك العمر يحتاج الأطفال إلى الخيال الحر المنطلق لأن لهم عالمهم الخاص الذي يجب أن ندع له ساعة في النهار يخرج فيها بعقله وفكره على واقعنا المادي البحث فيصور لنفسه أشياء "كالخاتم السحري" و"مصباح علاء الدين" و"بساط الريح" أو "بحار السندباد".
لندع الأطفال يعيشون ساعة من اليوم في دنيا لا يقيدها منطق الواقع، ففي ذلك دعم وتنمية لقدراتهم الابتكارية فيما بعد، وعلينا أن نحيط هذا الخيال في نهايته بانتصار الحب والخبر والجمال آخذين في الاعتبار أنه ليس معنى تعاطف الطفل مع الخيال أنه لا يفهم الواقع.
وحقيقة هناك العديد من الأعمال للأطفال تظهر على الشاشة المصرية والسعودية الصغيرة تستحق التقدير، ففيها من الجهد والكم، ويا ليت هذه البرامج تكون على قناة واحدة أو في أوقات متفاوتة لأنه في بعض الأحيان قد تأخذ هذه البرامج نفس وقت التقديم على القنوات المختلفة.
أما برنامج "ناشئ في رحاب القرآن" الإذاعي فهو برنامج رائع، ومن المستحب أن يستضيف أكثر من طفل في الحلقة، ويحضر النقاش مجموعة أخرى من الأطفال.