وإذا كانت الطاعة تعني أن يفعل الطفل ما يطلب منه وعدم الطاعة تعني عدم فعله ذلك يبقى الأمر أكثر تعقيدا عند التدخل الخاطئ. إننا نريد أن يبدأ الطفل في التنفيذ بعد فترة معقولة من ١٠ إلى ٢٠ ثانية مثلا ليس بعد ساعتين. كما أننا نفضل أن يكون الأمر مرة واحدة فقط، وبعض الآباء يتوقعون الاستجابة في جميع المواقف كالطلبات، الأوامر، الأسئلة، الاقتراحات والتعليمات.
إن هذا سيكون غير منطقي حدوثه، ومع ذلك فإننا يجب أن نحصل على استجابة كاملة "١٠٠% " للأوامر فلن تصبح أوامر إلا لأهميتها القصوى. ثم أننا يمكن أن نجعل بعضا من عدم الطاعة "حرية رأي" في حالة الاقتراحات مثل.
"ما رأيك لو لعبنا بالمكعبات" أو الأسئلة هل تريد أن تأكل الآن؟ " أو في حالة الطلبات "ممكن أن تحضر لي ساعتي من فضلك؟ ".
إذن فالمغالاة في إجبار الطفل على الاستجابة لهذه الرغبات ليس في مصلحة الطفل وإنما في مصلحة الآباء فقط، وقد يؤثر على الطفل فيما بعد.
والملاحظة الأخيرة أننا نذكر الفرق بين عدم الطاعة والاعتراض لأنهما في الحقيقة متشابهان جدا ويتم التعامل معهما بنفس الطريقة، فقط الاختلاف الوحيد هو أن عدم الطاعة عبارة عن عدم تنفيذ الطفل لطلباتك، أما السلوك الاعتراضي أكثر تطرفا فهو لن يقوم برفض طلباتك وإنما قد يقوم بعض أنفك أيضا أو عمل عكس ما قد تطلبه منه، إذن فالاعتراض هو حالة متطورة من حالات عدم الطاعة.
لقد وجد أن المعدل الطبيعي للطاعة من ٦٠% إلى ٨٠% "ولذلك فإن عدم الطاعة يكون معدله من ٢٠إلى ٤٠%" ولم تجد الدراسات أي اختلاف بين الأولاد والبنات، ولم يوجد أيضا أي اختلاف بين الآباء والأمهات تجاه عدم الطاعة.
إن الطاعة يجب أن تزداد بعد سنة الخامسة إلى النقطة التي عندها يصبح عدم الطاعة ليس ذا أهمية. وبينما مستوى الطاعة خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر لا يدل على ما سوف يحدث في السنوات التالية لكن الطاعة في سن