إن الأنواع الأخرى من عدم الاستجابة تعامل بنفس الطريقة. إن ابني يفرغ الصندوق تلو الآخر من اللعب على الأرض ولا يتعب نفسه بتنظيف المكان. فنحن نطلب منه أن ينظف مكان الصندوق الأول قبل أن يبدأ باللعب بالصندوق الآخر.
بالطبع لن نلجأ لأن نقول إننا سنحرمه من قصة قبل النوم لأن ذلك سيكون معيبا ومتأخرا جدا. فنحن نريد شيئا لحظيا سريعا فيمكن أن نقول له:"إذا لم تلم المكعبات فلن تلعب بالبلي" فلنفعل ذلك مرتين أو ثلاثا وفي كل مرة نصر على تنظيف المكان أولا ولا مانع لو أننا قما بمساعدته أو نأخذ منه كل اللعب لمدة عشر دقائق لكي يتأكد من جدية هذا التهديد.
عند حدوث عدم الاستجابة فليس هناك وقت للشرح والتهدئة أو حتى المناقشة فإن الطفل يريد ذلك بغرض زيادة في الاهتمام والانتباه له بأي طريقة لكن الرسالة الموجهة له يجب أن تكون واضحة وصريحة.
شيء آخر حول التعامل مع عدم الطاعة: إننا يجب أن نبذل مجهودا خاصا للثناء على الطفل وتشجيع روح التعاون عنده. فمن السهل أن نعتقد أنه لا بد أن يفعل ذلك. فلماذا لا أكون ممتنا له، هذا الاعتقاد لن يجدي، حتى الآباء الذين اعتادوا على أن يثنوا على أطفالهم بشدة عندما يفعلون أي شيء جيد، فهم لا يلاحظون ذلك. ومن الإحصائيات كما أشرنا وجد أن الآباء الذين يثنون على أطفالهم عند الطاعة تبلغ نسبتهم ٣٠%.
إذن أول ما يجب أن نفعله هو زيادة هذه النسبة إلى ٩٠% أو ١٠٠% والسبب بسيط، وهو أنه لا يوجد حافز للطفل على الاستجابة أكثر من أن تحمله في حب وتقول له "برافو عليك يا حبيبي إنني فخور بك فعلا"، وليس بالإنذار فقط لنجعل الرسالة الموجهة له هي ترغيبه في عمل ما وليس ترهيبه.