كما أن من عوارض الإفراط في حب الطفل وتدليله أن ينشأ طفيليا، عالة على غيره.
في الشعوب الإسلامية والتى تتخذ من الدين قانونا مستمرا، ينهى الدين عن الاعتماد على الغير ويظهر المسئولية الفردية، ويحذر من هذه الصفة الذميمة. وفي هذا الصدد يقول الإمام علي بن الحسين عليه السلام:"رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس"، كما أن انتظار ما في أيدي الناس أساس الحرمان المادي، ويسبب الذل والهوان عند الله وفي أنظار الناس، وفي ذلك يقول أبو عبد الله عليه السلام:"اليأس مما في أيدي الناس عز للمؤمن".
ويقول الله تعالى في كتابه الحكيم في سورة الطور آية ٢١ {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} .
ولقد وجدت علاقة ضعيفة بين سلوك الاعتمادية لدى الأفراد وهم أطفال في عمر ثلاث سنوات ودرجاتهم في سلوك الاعتمادية حينما أصبحوا راشدين كما أن الأطفال المعتمدين في عمر ٦ سنوات أميل لأن يكونوا سلبيين ومعتمدين في الرشد.
والبنات أكثر استقرارا في سلوك الاعتمادية مقارنة بالذكور، بينما الذكور أكثر استقرارا في سلوك تأكيد الاستقلال. وتؤكد على ذلك Maccoby مشيرة إلى أن هناك اتساقا في سلوك الاعتمادية على الغير عند الإناث خلال المراحل العمرية المختلفة مقارنة بالذكور. كما تختلف درجة الاعتمادية عند الأطفال الأكبر وفقا لاختلاف التعزيز والعقاب الذي يتبعه الوالدان والمحيطون بالطفل.
وقد دلت البحوث على أن السلوك الاتكالي عند الأطفال يرتبط إيجابيا بما لدى بعض الأمهات من ميل إلى الإفراط في الحماية لأطفالهم، وهذا يختلف باختلاف المجتمعات وثقافتها. والثقافة تنقل هذا السلوك من جيل إلى جيل مثله مثل أنواع أخرى من السلوك.