للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حقا إننا ربما نلاحظ مع ذلك في بعض العائلات ذات المستويات الثقافية منحهم حق الطفل ببعض حرية اللعب وبخاصة مع طفولته المبكرة، ولكن كلما أصبح الطفل أكبر عمرا، قل نصيبه في الحصول على هذا الحق. كما أن معظم الأسر المصرية فقيرة من اللعب، وما يمارسه الأطفال من الألعاب إنما هو من قبيل تركه لشأنه يفعل ما يشاء، عندما تصبح الظروف مناسبة من وجهة نظر الآباء، أي عنندما لا يكون هناك خطر من تكسير أو إحداث ضجة أو صياح أو نزاع، وبالتالي عندما يكون لعب الأطفال جميلا كتحرك السلحفاة أو تنقل العصافير داخل قفص صغير من السلك هادئا يمثل سلوك الكسالى لا حركات الشياطين.

وسواء لعب الأطفال لعب الملائكة أو لعب العفاريت فليس في معظم البيوت المصرية وسائل أو أدوات للعب، لأن أهم دور في الأسرة هو توفير المأكل والمشرب والملبس وتأديب الأبناء وعقابهم إذا لزم الأمر لا إتاحة جو للعب أو المرح كما هو موجود في مجتمعات أخرى. وحتى إن توافر اللعب فإن مبدأ عدم الاعتراف بحرية الطفل وحقه في اللعب بها مرفوض إلى حد ما والأجدى من وجهة نظر الآباء النظر إلى هذه اللعب وهي مرتبة أو مرصوصة في جوانب من صالات الاستقبال أو في مكان بحيث لا يتمكن الطفل من الوصول إليها خوفا عليها من الكسر وليس خشية على الطفل من الشعور بالإحباط.

إن تنشئة الأطفال مرتبطة في جزء كبير منها بما يمارس من ألعاب في المنزل، وبمقدار ما يشارك به الآباء أطفالهم في العب وهم صغار وما يعطونه من وقت معهم ليصبحوا أعضاء في اللعبة ولا تكتمل التنشئة السوية في حرمان الطفل من هذا الجانب أو ممارسة اللعب خفية وتسترا.

و التدريب على الاستقلالية:

وتختلف الثقافات فيما بينها في مدى الشدة واللين المستخدم لتعويد الأطفال على ممارسة أمورهم وألعابهم والمشاركة في بعض الأمور.

وقد اتضح أن سلوك الاعتمادية والاتكال عند الأطفال يرتبط بالتشدد في فطام الطفل واتباع نظام محدد في تغذيته كما أن الإحباط الذي يعانيه الأطفال مثلما يحدث أثناء اختيار الأشياء أو اللعب يؤدي إلى ميل متزايد من الاتكالية على الغير.

<<  <   >  >>