إننا أمام ثلاثة منطلقات لهذه السياسة، إما سياسة ليبرالية مفتوحة أو سياسة موجهة أو سياسة معتدلة بينهما. والنظام المعمول به يجعل الأفراد منذ أن كانوا أطفالا يشعرون بمستوى المسئولة الاجتماعية أو الفردية التي يتحملونها أو التي يجب أن تكون على عاتقهم.
٣- دور الطفل كمنتج:
ينتهي مبدأ توزيع الثروة ومبدأ السياسة الاقتصادية بتحديد دور كل فرد في الإنتاج. وهذا الدور يجعل الفرد يشعر بذاته وأهميتها وفعاليتها إزاء نفسه وإزاء الآخرين من أبناء مجتمعه، وحتى وإن كان الفرد صغيرا، فهناك من الأطفال من يشعرون بانعدام أهميتهم نتيجة وجودهم حتى فترة المراهقة غير مؤهلين لشيء. إن ذلك نتيجة المبادئ التي اعتنقتها مدارس الصغار القائمة على أن مرحلة الطفولة كلها فترة إعداد وليست فترة إنتاج ولو بسيطا.
إننا نلاحظ أطفال الريف أو البدو يمارسون أعمال الزراعة أو الرعي منذ سن ٦ سنوات أو أقل أو أكثر بقليل، ويشعر هؤلاء الأطفال بمسئولياتهم كاملة، في الوقت الذي نجد نظائرهم من الأطفال في المدينة يبقون غير مدركين لأمور الحياة حتى فترة المراهقة.
والنظام الاقتصادي في المجتمع الذي يقوم على جهود أحد الجنسين يجعل الجنس الآخر يعاني من الاغتراب Alienation، إن العامل الاقتصادي المبني على دور كل من الذكر والأنثى في الإنتاج هو الذي يؤدي إلى تطوير بنية الأسرة من سيادة المرأة إلى سيادة الرجل، أو إلى التعاون بينهما، كما نشاهد اليوم في أغلب الأسر في الدول المتقدمة أو بعض طبقات المجتمع المصري.
ب- نظام السياسة:
من المعروف أن البيئة الاجتماعية العامة ترتبط بقيام السلطة، ومع تطور وتعقد الحياة الاجتماعية تنعقد نظم قيام السلطة. والنظام السياسي يطبع الحياة العامة للأفراد بطابع مميز في المنزل والشارع والمدرسة. ونتيجة لوجود الطفل في هذه الأماكن لأوقات ليست بالقصيرة، يمارس أهل الطفل والطفل نفسه بعض الحقوق السياسية التي ينشأ فيها ويتنشأ عليها.