فالنظام السياسي الاستبدادي يقلل من وجود المصانع المشتركة بين أفراد المجتمع عن طريق ما يلقيه في نفوسهم من خوف ورعب، والطفل الذي يترعرع في ظل نظام من هذا النوع يهيأ لأن يكون انطوائيا وأنانيا.
والطفل الذي يترعرع في مجتمع ديمقراطي، يجد أمامه العلاقات اليومية التي تنعكس عليه آثارها المتمثلة في الاعتزاز بالنفس وبالمجتمع وأفراده.
فالطفل الذي يشاهد مراسم اختيار رئيس دولته وما يسبقها من حرية في اختيار الزعيم، ويعيش ظروف الكشف عن قضية مثل قضية وترجيت أو تطرفات سابقة للرئيس الأمريكي كلينتون ... وكيف تتخذ فيها الإجراءات القانونية ... يرى كيف أن منصب الرئاسة لا يحمي صاحبه من الاتهامات له أو لكبار المساعدين ... وينمو هذا الطفل واثقا من نفسه معتزا برأيه وغير خائف من قول ما يرى ورؤية آثار ما يقول ... يرى حق الانتقاد ... في الوقت الذي نرى فيه غيره من الأطفال الذين نموا في ظل أنظمة نازية ... تطبق المثل القاتل "من له ظهر لا يضرب على بطنه".
إن المجتمعات المتقدمة تختلف أيضا في مستويات سياستها ونظمها، ومثال ذلك ما نلاحظه من تفتح أمريكي مقابل تحفظ إنجليزي عندما يعرض Allport مثاله عن سفينة الركاب الأمريكية التي تسمح للأطفال والكلاب بالتجوال فيها بحرية بينما لا يسمح في الباخرة الإنجليزية للأطفال بدخول الصالونات وبعض المرافق.
جـ- نظام القضاء والدين:
هذا النظام يتمم نظام السياسة، ويتوقف عليه حقوق الأفراد، فالنظام القضائي والدين يدعم نظام السياسة ومن المعروف أن "العدل أساس الملك". وهذا العدل هو تساوي الأفراد أمام القانون وتجرد القاضي عن الأغراض وكل سلطة يمكن أن تتدخل في أحكامه إلا القانون والدين.
فالطفل الذي ينشأ في مجتمع عادل في قوانينه وشرائعه عند اتخاذ القواعد أو التطبيق والتنفيذ لها يهيأ لحب العدالة واحترام الغير، والطفل يتشرب كل ذلك في علاقته بأفراد الأسرة والرفاق في المدرسة.
إلا أن ما يعتبر عدلا في بعض الأمور في مجتمع ما ربما كان ظلما في مجتمع آخر، فهناك مجتمعات قائمة على التمييز العنصري أو على التمييز بين