الذكور والإناث. فأنظمتها في ضوء قوانينها وتعاليمها عادلة، وفي عرف ثقافات أخرى تعد ظلما فادحا. وهذا لا يجعلنا ننسى المبادئ العامة التي لا يمكن أن تقوم عدالة بدونها مثل احترام الإنسان وعدم استغلاله، أو التقليل من كرامته.
فمثلا في الدين الإسلامي لا تعد تربية الأطفال تربية صحيحة واجبا وطنيا وإنسانيا فحسب، بل إنها فريضة روحية مقدسة، وواجب شرعي لا يمكن الإفلات منه. لقد وجدنا في هذا الحديث أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرح بمسئولية الأبوين في تربية الطفل، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجبا دينيا يستوجب أجرا وثوابا من الله تعالى، وإن التقصير في ذلك يعرض الآباء إلى العقاب.
يقول الإمام الصادق عليه السلام:"وتجب للولد على والده ثلاث خصال: اختياره لوالدته، وتحسين اسمه، والمبالغة في تأديبه".
ويذكر علي عبد الواحد وافي أن Lintion درس ثقافتين تتميزان أساسا بنظم دينية مختلفة في درجة التسامح والتشدد إحداهما بجزر المركيز والثانية بجزر تانالاس بمدغشقر. فالأولى تتميز بديانة متسامحة لا تثير الخوف والرعب في الأطفال، والثانية تتميز بالشدة والصرامة في الأمور الدينية. وقد وجد اختلاف بين نمطي الشخصيات للأطفال في الديانتين. وفي الديانة الطوطمية يتضح كيف أن عواطف الطفل في مجتمعاتها تتجه إلى الحيوان والبنات لتتبلور حوله فتحبه وتقدسه، مما يدل على قوة العاطفة الدينية وأثرها على تنشئة الأطفال. فالأفكار الدينية يتأثر بها الطفل لأنها تزرع في نفسه الحب والإيمان، وربما الرعب والخوف وربما من هذا الجنس "رجل" أو ذاك "امرأة" فيتهيأ الطفل إلى إقامة علاقات مع أفراد وينفتح على موضوعات وينغلق على أخرى من خلال سلوك عملي، فتنمى روح التضحية بما لا يضحى به في الظروف العادية، وتطبعه بالتسامح أو التشدد وتهيئه على النحو الذي يجب أن يترجم عليه حوادث العالم المحيط به.
د- نظام العائلة:
ويتمثل في القواعد التي تخضع لها الأسرة عند تكوينها ووظائفها وعلاقة أفرادها بعضهم ببعض، من زواج، وطلاق، وحضانة، ونفقة، وواجبات،