وميراث ... ويرتبط ذلك بدرجة أو بأخرى بالدين والقانون باختلاف المجتمعات. فالطفل يتأثر في تكوينه بالعلاقة بين الوالدين، ويتأثر بمن يتصل بالأسرة من أقارب ومدى أهميتهم طبقا لطبيعة المجتمع، فبعض المجتمعات يأخذ فيها العم أو الخال الأهمية الكبرى لدرجة أن عقدة أوديب تتجه إلى العم أو الخال لما لهم من سلطة حقيقية في الأسرة خولها نظام العائلة المعمول به في ذلك المجتمع.
وهناك نظم عائلية تبيح الطلاق في الوقت الذي تحرمه نظم أخرى أو تمنعه، ولذلك آثاره على الأطفال في ضوء الرابطة بين الوالدين وإيجابياتها وسلبياتها.
وتتضمن النظم العائلة حضانة الأطفال ومن يقوم بها، فالعرب قديما في مكة المكرمة كانوا يوكلون أبناءهم إلى مرضعات، وكو ن الطفل يحمل اسم أبيه، ولا يحمل اسم أمه، وتفاوت نصيب كل من الذكر والأنثى في الميراث ... كل ذلك يهيئ تنشئة مختلفة عموما باختلاف الثقافة وأيضا باختلاف الجنسين.
وكذا تعدد الزوجات أو الأزوج والمحارم وغيرها، تعد نظما عائلية تختلف باختلاف المجتمعات وباختلاف الديانات المعتنقة، وتبلور عواطف الأطفال الناشئين في اتجاهات معينة، فتحدد له موضوعات حبه وكيفية التعبير عن هذه العاطفة ... كما تحدد له أعداءه الذين يمكن أن يكونوا موضوع كراهية باعتبارهم يخرجون عن النظام العائلي المعروف له.
هـ- نظام الأخلاق:
الأخلاق عبارة عن جملة من القواعد التي يلتزم بها الفرد مع غيره، وتحدد المبادئ التي يقيمون على أساسها علاقاتهم والمعايير التي يستندون عليها في اتخاذ القرارات من حيث هي خير أو شر، فضيلة أو رذيلة كما سبقت الإشارة إلى ذلك. وهذه القواعد ثمرة تفاعل نظام القضاء والدين والعائلة وحتى النظام السياسي ... بالإضافة إلى التقاليد والأعراف، وبطبيعة الحال تختلف من بيئة إلى أخرى.
وعن طريق مفهوم "العيب" و"الحشمة" و"الالتزام" تتسرب الأخلاق إلى الطفل عبر أسرته ومدرسته وقبلها روضته. ومن هنا يتكون الضمير أو الأنا الأعلى