وبالإسناد المتقدم حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن إسماعيل عن عمرو بن عثمان بن هانئ عن القاسم بن محمد قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت: يا أماه أريني قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه رضوان الله عليهما؛ فكشفت لي عن قبورهم فإذا هي لا مرتفعة ولا واطية مبطوحة ببطحاء حمراء من بطحاء العرصة، وإذا قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أمامهما، ورجلا أبي بكر عند رأس النبي -صلى الله عليه وسلم، ورأس عمر عند رجلي أبي بكر، وصفة ذلك كما يأتي:
قلت: ذكر أهل السير أن جدار حجرة النبي الذي يلي موضع الجنائز سقط في زمان عمر بن عبد العزيز فانهارت القبور الشريفة؛ فما رؤي بكاء في يوم مثل ذلك اليوم فأمر عمر بقباطي فخيطت ثم ستر الموضع بها، وأمر ابن ورد أن يكشف عن الأساس؛ فبينما هو يكشف إذ رفع يده وتنحى فقام عمر بن عبد العزيز فزعا؛ فرأى قدمين وراء الأساس وعليهما الشعر؛ فقال عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وكان حاضرا: أيها الأمير لا يروعنك فهما قدما جدي عمر بن الخطاب ضاف البيت عنه فحفر له في الأساس فقال يا ابن ورد أن غط ما رأيت، ففعل.