للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووح بالحاء: ناحية نعمان. ذكره الحازمي من الأماكن فيما حكى عنه النووي١، وذكر أن وجا بالجيم ربما اشتبه بوح بالحاء. قال: وقال الحازمي: وج اسم لحصون الطائف، وقيل: لواحد منها، قال: وقال في "التهذيب": هو واد بالطائف ... انتهى.

وقال صاحب المطالع: هو وادي وج على يومين من مكة ... انتهى.

قال المحب الطبري: وقد جاء في الحديث أن وجًّا مقدس٢ ... انتهى.

وروى الفاكهي: حديثا من رواية خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن آخر وطأة وطئها الله تعالى بوج" ٣.

وقال الفاكهي: قال سفيان يعني ابن عيينة في تفسيره: آخر غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم: غزوة الطائف، لقتاله أهل الطائف وحصاره ثقيف ... انتهى.

وذكر الشيخ أبو العباس الميورقي ما يوافق هذا التفسير ويزيده، إيضاحا، لأنه قال: وروي في "الصحاح" للجوهري: آخر وطأة وطئها الله بوج.

وأحسن ما قيل في ذلك ما كان شيخنا أبو محمد محمد بن الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذر يقول: آخر غزوة وطأ الله بها أهل الشرك: غزوة الطائف بإثر فتح مكة شرفها الله تعالى. ذكر ذلك الميورقي في جزء ألفه سماه: "بهجة المهج في بعض فضائل الطائف ووج"، وفيه أسئلة غريبة.

ومما ذكره في فضل الطائف: وروي في قوله عز وجل: {وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْك} أي بفتح مكة والطائف أهم البلاد عليه وأحبها إليه.

وقال المفسرون في قوله تعالى: {لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم} ٤ [الزخرف: ٣١] قالوا: هما مكة والطائف، فقرن الله جل جلاله الطائف ببيته، وفي ذلك غاية الفخر الذي تعجز العبارة عن كنهه وقدره وماهيته ... انتهى.


١ تهذيب الأسماء واللغات ٢ ق ٢/ ١٩٨.
٢ القرى "ص: ٦٦٦".
٣ أخبار مكة للفاكهي ٣/ ١٩٣، والحديث رواه أحمد ٦/ ٤٠٩، والبيهقي في سننه ١٠/ ٢٠٢. والترمذي ٨/ ١٠١. والطبري في الكبير ٢٤م ٢٣٩، ٢٤٠، والهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/ ٥٤، وقال: رجاله ثقات، وذكره السيوطي في الكبير ١/ ٨٦٢ وزاد نسبته للبخاري في الأدب، وكذلك في ٢/ ٧٢١، وعزاه للعسكري في الأمثال.
٤ وقال الخازن: اختلفوا في هذا الرجل العظيم، قيل: الوليد بن المغيرة بمكة، وعروة بن مسعود الثقفي بالطائف، وقيل: عتبة بن ربيعة من مكة، وكنانة بن عبد ياليل من الطائف، وقال ابن عباس: الوليد بن المغيرة من مكة، ومن الطائف: حبيب بن عمير الثقفي، وفي عبارة الفاكهي ارتباك مرجعه إلى سقوط تتمة القولين.

<<  <  ج: ص:  >  >>