للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا في تاريخ الأزرقي عن مجاهد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الركن ويضع خده عليه١.

قلت: تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم الركن اليماني ووضع خده عليه، لا يثبت، وأما استلامه له فثابت.

ما جاء في استلام النبي للركن اليماني:

روينا في مسند أحمد بن حنبل وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أن يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في كل طوافه، وكان هو يفعله، أخرجه أبو داود٢ والنسائي.

وقال المحب الطبري بعد إخراجه لهذا الحديث: وفيه دلالة على استحباب التقبيل والاستلام في كل طواف، واستحبه بعضهم في كل وتر، وروي ذلك عن الشافعي وطاوس٣ ... انتهى.

وقوله: وفيه دلالة على استحباب التقبيل، يعني في الحجر الأسود لا في الركن اليماني والاستلام فيها، والله أعلم.

ما جاء في المزاحمة على استلام الركن اليمان والحجر الأسود وأن مسحهما كفارة للخطايا:

وروينا عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يزاحم على الركنين، فقيل له في ذلك، فقال: إن أفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن مسحهما كفارة للخطايا" أخرجه الترمذي٤.

وروينا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحط الخطايا حطا" أخرجه أحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه٥.


١ أخبار مكة للأزرقي ١/ ٣٣٨.
٢ أخرجه أبو داود "١٨٧٤"، النسائي "٥/ ٢٣١".
٣ القرى "ص: ٢٨١".
٤ أخرجه الترمذي ٤/ ١٨١، "كتاب الحج: باب ما جاء في استلام الركنين"، وعبد الرزاق في مصنفه ٥/ ٢٩، والأزرقي في أخبار مكة ١/ ٣٣١، والطبراني في الكبير ١٢/ ٣٩٠.
٥ مسند أحمد بن حنبل ٣/ ٨٩، ٩٥، ابن حبان في موارد الظمآن "ص: ٢٤٧" وابن خزيمة ٤/ ٢٢٧، وأخبار مكة للفاكهي ١/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>