للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقع فيما ذكرناه من أمر مكة ذكر المعلاة فنذكر حدها وحد ما يعرف من مكة بالمسفلة.

وقد ذكره الأزرقي في تاريخه لأنه قال: "المعلاة وما يليها من ذلك"١.

حد المعلاة من شق مكة الأيمن: ما جاوز دار الأرقم بن أبي الأرقم، والزقاق الذي على الصفا يصعد منه إلى جبل أبي قبيس مصعدا في الوادي، فذلك كله من المعلاة، ووجه الكعبة والمقام وزمزم وأعلى المسجد.

وحد المعلاة من الشق الأيسر: من زقاق البقر الذي عند الطاحونة، ودار عبد الصمد بن علي اللبان، مقابل دار يزيد بن منصور الحميري خال المهدي، يقال لها: دار العروس مصعدا إلى قعيقعان، ودار جعفر بن محمد، ودار العجلة، وما جاز سيل قعيقعان إلى السويقة، وقعيقعان مصعدا، فذلك كله من المعلاة.

وحد المسفلة من الشق الأيمن: من الصفا، إلى أجيادين فما أسفل منه فذلك كله من المسفلة.

وحد المسفلة من الشق الأيسر: من زقاق البقر منحدرا إلى دار عمرو بن العاص، ودار ابن عبد الرزاق الجمحي، ودار زبيدة، فذلك كله من المسفلة، فهذه حدود المعلاة والمسفلة ... انتهى.

وهذه الدور التي ذكرها الأزرقي لا يعرف منها الآن غير دار الأرقم، ودار العجلة. وأما دار عمرو -المشار إليها- فلعلها من الموضع المعروف بخزانة قريش، لأنها بقرب باب المسجد الحرام الذي يقال له: باب عمرو بن العاص -على ما ذكر الأزرقي- وهو الباب المعروف بباب السدة٢، وتولى بيع ذلك في عصرنا أناس كثيرون من ذرية عمرو بن العاص -رضي الله عنه- غالبهم يسكن الموضع المعروف بالوهط من بلاد الطائف، ومنهم صارت للشهاب بركوت٣ المكين، وعمر فيها عمارة حسنة جدا، لا يوجد مثلها بمكة، وأدار عليها حائطا مرتفعا من جميع جوانبها، وكان ابتداء عمارته لذلك في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة٤.

ولعل زقاق البقر المذكور في حد المعلاة والمسفلة هو الزقاق الذي يصعد منه إلى الموضع المعروف بمعبد الجنيد، والله أعلم.


١ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ٢٦٦.
٢ سمي بالسدة لأنه سد ثم فتح.
٣ ذكره الحافظ السخاوي في الضوء اللامع ٣/ ١٥ رقم ٦١.
٤ إتحاف الورى ٣/ ٤٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>