للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذان العقدان مبنيان بحجارة منحوتة مما يلي المسعى، وفيه رخام وشيء فوق أسقفة البابين مما يلي بطن المسجد، وفوق الدرج عقدان من آجر بالنورة، وفي كل عقد عقد لطيف، واستحسنت عمارة ذلك وكتب بسبب هذه العمارة في لوح من رخام: أن ذلك عمر في سنة خمس وعشرين وثمانمائة في ذي القعدة، بأمر صاحب مصر الملك الأشرف برسباي على يد الأمير زين الدين مقبل القديدي صاحبنا١، ونصبت الأخشاب في المواضع الساقطة من هذا الجانب أعني الشرقي وفي الجانب اليماني، وفي الجانب الغربي، وفي الجانب الشامي بقرب باب الدريبة، وقبالة العطيفية، وبقي سقف ذلك الأعلى وإتقانه بالجص والدلك.

وكان بالجانب الشامي في محاذاة باب دار العجلة في الرواق الأوسط أسطوانة من رخام مشدودة بالحديد والرصاص، فأزيلت وعوض عنها بأسطوانة صحيحة من رخام، هي إحدى الأسطوانتين اللتين كانتا بظاهر باب الجنائز، وبني في هذا الجانب في الصف الأول الذي يلي بطن المسجد سبعة عقود، وبني في هذا الجانب عدة عقود في مؤخرة عقد فوق الدكة المنسوبة للفقيه أبي السعود بن ظهيرة، وعقود أخر تلي ذلك إلى باب دار العجلة، وزيد بناء يشد العقود المذكورة في عرض ما تحتها وطوله، واستحسن جميع ذلك.

ومما بني في هذا الجانب، ثمانية عقود في العقد الثاني، وثلاثة عقود في الصف الذي يليه بعد إحكام الأساطين الذي٢ تحت ذلك الحملة المبني من العقود سبعة في الصف الذي يلي بطن المسجد، وثمانية في التي تليه، وثلاثة في المؤخرة، وبني عقدان قبالة باب الجنائز، وبترة بين باب المجاهدية.

وجددت أبواب المسجد الحرام، منها: بابان لباب الجنائز، وثلاثة لباب العباس، والباب الأوسط من باب الصفا، وباب الصحابة، وباب الزيادة المفرد، وأصلحت مواضع في أبواب المسجد، وعمرت سقوفه، ونورت أو أكثرها بالنورة، وذلك في سنة ست وعشرين وثمانمائة، إلا قليلا، في سنة خمس وعشرين وذلك على يد الأمير زين الدين مقبل المذكور، أثابه الله تعالى٣.


١ الإعلام بأعلام بيت الله الحرام "ص: ٢٠٧، وتاريخ الكعبة المعظمة "ص: ٢٣٣، وإتحاف الورى ٣/ ٥٨٧.
٢ كذا بالأصل.
٣ إتحاف الورى ٣/ ٥٩٧، والعقد الثمين ١/ ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>