للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن النبي صلى الله عليه وسلم. وصحح الدمياطي هذا الحديث والإسناد، وفي صحته نظر على ما ذكره الحافظ ابن حجر١.

وقد أخرجنا في أصل هذا الكتاب حديث جابر رضي الله عنه من طرق، وحديثا لعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم في هذا المعنى، وبينا ما في ذلك، وذكرنا فيها أخبارا عمن شرب ماء زمزم لقصد له فناله، فمن ذلك أن الإمام الشافعي رضي الله عنه شربه للعلم، فكان فيه غايته، وللرمي، فكان يصيب العشرة من العشرة، والتسعة من العشرة.

ومنها: ما ذكره الفاكهي، لأنه قال: وحدثني أحمد بن محمد بن حمزة بن واصل، عن أبيه، أو عن غيره من أهل مكة أنه ذكر: أنه رأى رجلا في المسجد الحرام مما يلي باب الصفا والناس مجتمعون عليه، فدنوت منه، فإذا برجل مكعوم قد عكم نفسه بقطعة خشب، فقلت: ما له؟ فقالوا: هذا رجل شرب سويقا، وكانت في السويق إبرة فذهبت في حلقه، وقد اعترضت في حلقه، وقد بقى لا يقدر يطبق فمه، وإذا الرجل في مثل الموت، فأتاه آت، فقال له: اذهب إلى ماء زمزم فاشرب منه، وجدد النية، وسل الله عز وجل الشفاء، فدخل زمزم فشرب بالجهد منه حتى أساغ منه شيئا، ثم رجع إلى موضعه، وانصرفت في حاجتي، ثم لقيته بعد ذلك بأيام وليس به بأس، فقلت له: ما شأنك؟ فقال: شربت من ماء زمزم، ثم خرجت على مثل حالي الأول حتى انتهيت إلى أسطوانة، فأسندت ظهري إليها، فغلبتني عيني، فنمت، فانتبهت من نومي وأنا لا أحس من الأثر شيئا٢ ... انتهى.

ومنها: أن شيخنا الحافظ العراقي ذكر أنه شرب ماء زمزم لأمور، منها: الشفاء من داء معين ببطنه، فشفي منه بغير دواء.

ومنها: أن أحمد بن عبد الله الشريفي الفراش بالحرم الشريف بمكة شربه للشفاء من عماء حصل له، فشفي منه، على ما أخبرني به عنه شيخنا العلامة تقي الدين عبد الرحمن بن أبي الخير الفاسي، رحمة الله عليهم أجمعين.

ومنها: أن الفقيه العلامة المدرس المفتي أبا بكر بن عمر بن منصور الأصبحي المعروف بالشنيني، بشين معجمة، ثم نون، ثم ياء مثناة من تحت ونون وياء للنسبة، أحد العلماء المعتبرين ببلاد اليمن، شرب ماء زمزم بنية الشفاء من استسقاء عظيم أصابه بمكة، فشفي بأثر شربه له على ما أخبرني به عنه ولده الفقيه الصالح عفيف الدين بن


١ التلخيص الحبير ١/ ٢٢١- ٢٢٢ والبيهقي في شعب الإيمان ٥/ ٢٤٨.
٢ أخبار مكة للفاكهي ٢/ ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>