للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البكري: ردم بني جمح بمكة، كانت فيه حرب بينهم وبين بني محارب بن فهر، فقتلت بنو محارب من بني جمح أشد القتل، فسمي ذلك الموضع بما ردم عليه من القتلى ... انتهى.

ذكر شيء مما ورد في بركة الموضع الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم:

روى الأزرقي بسنده عن بعض من كان يسكن هذا الموضع قبل أن تخرجه الخيزران من الدار البيضاء أنهم قالوا: لا والله ما أصابنا فيه جائحة ولا حاجة، فأخرجنا منه فاشتد الزمان علينا١ ... انتهى.

ذكر صفة هذا المكان:

أما صفته التي أدركناه عليها، فإنه بيت مربع وفيه أسطوانة عليها عقدان، وفي ركنه الغربي مما يلي الجنوب زاوية كبيرة قبالة بابه الذي يلي الجبل، وله باب آخر في جانبه الشرقي أيضا، وفيه عشرة شبابيك، أربعة في حائطه الشرقي، وهو الذي فيه باباه المتقدم ذكرهما، وفي حائطه الشمالي ثلاثة، وفي الغربي واحد. وفي الزاوية اثنان، واحد في جانبها الشمالي، وواحد في جانبها اليماني، وفيه محراب. وبقرب المحراب حفرة عليها درابزين من خشب، وذرع تربيع الحفرة من كل ناحية: ذراع وسدس، الجميع بذراع الحديد المتقدم ذكره وفي وسط الحفرة رخامة خضراء، وكانت هذه الرخامة مطوقة بالفضة على ما ذكره ابن جبير، وذكر أن سعتها مع الفضة ثلثا شبر٢ ... انتهى.

وهذا الموضع جعل علامة للموضع الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم من هذا المكان، وذرع هذا المكان طولا: أربعة وعشرون ذراعا وربع ذراع. وذلك من الجدار الشمالي إلى الجدار المقابل له، وهو الجنوبي الذي يلي الجبل، وذرعه عرضا: أحد عشر ذراعا وثمن ذراع، وذلك من الشرقي الذي فيه بابه إلى جداره الغربي المقابل له، وطول الزاوية المشار إليها: ثلاثة عشر ذراعا ونصف ذراع، وعرضها: ثمانية ونصف، الجميع بذراع الحديد. وكان تحرير ذلك بحضوري.

ولم يذكر الأزرقي صفة هذا المكان ولا ذرعه، وقد خفي علينا كثير من خبر عمارته، والذي علمته من ذلك: أن الناصر العباسي عمره في سنة ست وسبعين وخمسمائة٣. ثم


أخبار مكة للأزرقي ٢/ ١٩٩.
٢ كذا في الأصل، وعند ابن جبير في "رحلته" "ص: ١٤١": "فتكون سعتها مع الفضلة المتصلة بها شبرا".
٣ إتحاف الورى ٢/ ٥٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>