للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك المظفر صاحب اليمن في سنة ستة وستين وستمائة١، ثم حفيده المجاهد في سنة أربعين وسبعمائة٢، وفي سنة ثمان وخمسين وسبعمائة من قبل الأمير شيخون أحد كبار الدولة بمصر، وفي دولة الملك الأشرف شعبان صاحب مصر بإشارة مدبر دولته يلبغا الخاصكي٣ سنة ست وستين وسبعمائة٤، وفي آخر سنة إحدى وثمانمائة أو في التي بعدها، من المال الذي أنفذه الملك الظاهر برقوق صاحب مصر لعمارة المسجد الحرام وغيره بمكة. وكانت عمارة هذا المولد بعد موته٥.

ومنها: الموضع الذي يقال له: مولد فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها، وهذا المكان من دار أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في الزقاق المعروف بزقاق الحجر بمكة المشرفة، ويقال: للدار كلها مولد فاطمة رضي الله عنها.

والموضع الذي يقال إن فاطمة رضي الله عنها ولدت فيه مشهور في هذه الدار، وطوله: خمسة أذرع إلا ثمنا، وعرضه من وسط جداره: ثلاثة أذرع وربع وثمن، الجميع بذراع الحديد.

وفي هذا الموضع موضع صغير على صفة البركة مدورة، وسعة فمها طولا من داخل البناء المحوط عليه: ذراع، وعرضها: كذلك، وفي وسطها حجر أسود يقال إنه مسقط رأسها، ولا ريب في كون فاطمة رضي الله عنها ولدت في هذه الدار، وكان تحرير ما ذكرنا من ذرعه بحضوري.

ومنها: الموضع الذي يقال له: مولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه قريبا من مولد النبي صلى الله عليه وسلم من أعلاه مما يلي الجبل، وهو مشهور عند أهل مكة بذلك لا اختلاف بينهم فيه، ولم يذكره الأزرقي، وذكره ابن جبير٦، وعلى بابه مكتوب: هذا مولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وفيه ربي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر بعمله سيدنا ومولانا الإمام أبو العباس أحمد بن الناصر لدين الله أمير المؤمنين في سنة ثمان وستمائة٧.


١ إتحاف الورى ٣/ ٩٢، ودرر الفرائد "ص: ٢٨١".
٢ في العقد الثمين ١/ ٣١٨، ٦/ ١٥٨، أن ذلك كان سنة ٧٣٩هـ، وفي العقود اللؤلؤية ٢/ ٦٨ أن ذلك كان سنة ٧٤٠هـ، كما هو مذكور.
٣ يلبغا هو: "يلبغا بن عبد الله الخاصكي الناصري" الأمير الكبير المشهور، قتل سنة ٧٦٨هـ، قال عنه ابن حجر: كانت ليلبغا صدقات كثيرة على طلبة العلم، وقد كان معروفا في بلاد الحجاز "انظر ترجمته في الدرر الكامنة ٤/ ٤٣٨- ٤٤٠ رقم ١٢١٨".
٤ العقد الثمين ٥/ ١٠، ١١، وإتحاف الورى ٣/ ٣٠٥.
٥ إتحاف الورى ٣/ ٤١٦.
٦ رحلة ابن جبير "ص: ١٤١".
٧ إتحاف الورى ٣/ ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>