يومئذ مقبرة فقال:"يبعث الله من هذه البقعة ومن هذا الحرم كله سبعين ألفا، يدخلون الجنة بغير حساب، يشفع كل واحد منهم في سبعين ألفا، وجوههم كالقمر ليلة البدر". فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يا رسول الله من هم؟ قال صلى الله عليه وسلم:"الغرباء"١ ... انتهى هذا الإسناد، وفيه سقطٌ بين عبد الرحيم وشقيق.
ومما ورد في فضل هذه المقبرة: ما وجدته بخط عبد الله بن المرجاني في "تاريخه للمدينة" قال: سمعت والدي يقول: سمعت الشيخ أبا عبد الله الدلاصي يقول: سمعت الشيخ أبا محمد الدبشي يقول: كشف لي عن أهل المعلاة، فقلت: أتجدون نفعا بما يُهدَى إليكم من قراءة أو نحوها؟ فقالوا: ليس نحن محتاجين إلى ذلك، قال: فقلت لهم: ما منكم أحد واقف الحال؟ قالوا: ما يقف حال أحد في هذا المكان ... انتهى.
ومن ذلك ما رويناه في "تاريخ ابن السمعاني" الحافظ أبي سعد في ترجمة أبي نصر محمد بن إبراهيم بن الفخار الأصبهاني، لأنه ذكر: أن أبا زكريا بن منده الحافظ سمع محمد بن منصور بن عليك التاجر، قال: سمعت من ثقات المجاورين بمكة، قالوا: سمعنا أبا نصر محمد بن إبراهيم بن الفخار الأصبهاني بمكة يحدث أنه رأى في المنام كأن إنسانا مدفونا بمقبرة المعلاة استخرج، ومروا به إلى موضع آخر، قال: فسألت عن حاله لم استخرجتم هذا الميت؟ قالوا: هذه المقبرة منزهة عن قبول أهل البدعة، فلا تقبل أرضها مبتدعا ... انتهى، وهذا إن صح فيستخرج منها من دفن فيها من أهل البدعة.
ويقرب من هذه الحكاية ما يحكى: أن شخصا يقال له "الشريشير" من كبار الرافضة بالمدينة المنورة، توفي بها ودفن بالبقيع، ثم بعد مدة رؤي بعض أهل الخير الغرباء يقرأ على قبره ويلازم القراءة عليه، فليم على ذلك، فقال لهم: كان لي شيخ توفي بغير المدينة فرأيته في المنام، فقال لي: أنا نقلت إلى قبر الشريشير بالمدينة، ونقل الشريشير إلى قبري، فأنا ألازم القراءة على هذا القبر لهذا المعنى. هذا معنى الحكاية، وهي مشهورة عند أهل المدينة وغيرهم، والله أعلم.
ومن ذلك: ما سمعته من شيخنا المفتي تقي الدين عبد الرحمن بن أبي الخير الشريف الفاسي قال: سمعت الشيخ خليل المالكي يقول: إن الدعاء يستجاب عند ثلاثة أماكن بالمعلاة، منها القبور التي يقال لها: قبور سماسرة الخير بقرب قبة الملك
١ أخرجه الديلمي كما جاء في كنز العمال ١٢/ ٢٦٢، وما تفرد به الديلمي ضعيف، والهيثمي في مجمع الزوائد ٤/ ١٣ وعزاه للطبراني في الكبير.