للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر مقابر مكة المباركة:

بمكة المشرفة مقابر مباركة، منها: المقبرة المعروفة بالمعلاة١، ويقال: المعلي بلام وياء، وهي مشهورة، وروينا بالسند المتقدم إلى الأزرقي قال: وأخبرني جدي عن الزنجي قال: كان أهل مكة في الجاهلية، وفي صدر الإسلام يدفنون موتاهم في شعب أبي ذئب، وبين الحجون إلى الشعب الصفي -صفي الشباب- وفي الشعب الملاصق لثنية المذنبين، الذي هو اليوم مقبرة أهل مكة، ثم تمضي المقبرة مصعدة لاصقة بالجبل إلى ثنية أذاخر بحائط خرمان، ثم قال الأزرقي وكان أهل مكة يدفنون موتاهم في جنبتي الوادي يمنة وشأمة في الجاهلية والإسلام، ثم حول الناس جميعا قبورهم في الشعب الأيسر لما جاء من الرواية فيه، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم الشعب، ونعم المقبرة" ٢.

وبالإسناد المتقدم إلى الأزرقي قال: قال جدي: لا نعلم بمكة شعبا يستقبل ناحية من الكعبة ليس فيه انحراف إلا شعب المقبرة، فإنه يستقبل وجه الكعبة كله.

وبه إليه قال: حدثني جدي قال: أخبرنا الزنجي، عن ابن جريج، عن إبراهيم بن أبي خراش، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نعم المقبرة هذه، مقبرة أهل المدينة" ٣.

وبه إلى الأزرقي قال: أخبرني جدي قال: أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج قال: أخبرني إسماعيل بن الوليد بن هشام، عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن صيفي، أنه قال: من قبر في هذه المقبرة بعث آمنا يوم القيامة يعني مقبرة مكة٤ ... انتهى.

قلت حديث ابن عباس رضي الله عنهما رويناه أعلى من هذا في "معجم الطبراني الكبير"٥. ورواه أحمد والبزار في مسنديهما، ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا ابن أبي خراش، ولم يضعفه أحمد٦.

وقال الجندي فيما رويناه عنه في "فضائل مكة" له: حدثنا عبد الله بن أبي غسان قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمري، عن شقيق بن سلمة بن وائل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الثنية -ثنية المقبرة- وليس بها


١ مقبرة أهل مكة، وبها قبور كثير من الصحابة.
٢ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ٢٠٨.
٣ أخرجه أحمد ١/ ٣٦٧، الطبراني في الكبير ١١/ ١٣٧، عبد الرزاق ٣/ ٥٧٩، البخاري في التاريخ ١/٢٨٤، الفاكهي في أخبار مكة ٤/ ٥٠.
٤ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ٢٠٩.
٥ المعجم الكبير للطبراني ١١/ ١٣٧ رقم "١١٢٨٢".
٦ مسند أحمد "١/ ٣٦٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>