وذكر الأزرقي صفة هذه الأعلام: وأن ذرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى العلم الذي بحذائه على باب دار العباس رضي الله عنه عرض المسعى: خمسة وثلاثون ذراعا ونصف، وقال: من العلم الذي على باب دار العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه إلى العلم الذي عند دار ابن عباد الذي بحذاء العلم الذي في حد المنارة وبينهما الوادي: مائة ذراع وأحد وعشرون ذراعا١.
يعني طول ما بين هذين العلمين لا عرض ما بينهما، وقد حررنا مقدار ما بين هذه الأعلام طولا وعرضا، وذلك أن من العلم الذي في حد باب المسجد الحرام المعروف بباب العباس عند المدرسة الأفضلية إلى العلم الذي يقابله في الدار المعروفة بدار العباس: ثمانية وعشرون ذراعا إلا ربع ذراع بذراع الحديد، يكون ذلك بذراع اليد إحدى وثلاثين ذراعا وخمسة أسباع ذراع، وذلك ينقص عما ذكره الأزرقي في مقدار هذين العلمين.
ومن العلم الذي بالمنارة المعروفة بمنارة باب علي إلى الميل المقابل له في الدار المعروفة بدار سلمة: أربعة وثلاثون ذراعا ونصف ذراع وقيراطان، بذراع الحديد، يكون ذلك بذراع اليد سبعة -بتقديم السين- وثلاثين ذراعا ونصف ذراع وسدس سبع ذراع، ومن العلم الذي بباب المسجد المعروف بباب العباس إلى العلم الذي بمنارة باب علي: مائة ذراع وثلاثة أذرع وربع ذراع بذراع الحديد، يكون ذلك باليد مائة ذراع: وثمانية عشر ذراعا. ومن الميل الذي بدار العباس إلى الميل الذي بالدار المعروفة الآن بدار سلمة ستة وتسعون ذراعا -بتقديم التاء- وثلث ذراع بالحديد، يكون ذلك باليد مائة ذراع وعشرة أذرع وثلثي سبع ذراع١.
وذكر الأزرقي أن من العلم الذي على باب المسجد إلى المروة خمسمائة ذراع ونصف ذراع.
وقد حررنا مقدار ما بين العلم المشار إليه والأزج الذي بالمروة، فكان ذلك أربعمائة ذراع واثنين وتسعين ذراعا -بتقديم التاء- وثلث ذراع بذراع اليد، وحررنا ما بين العلم الذي بالمنارة ووسط عقد الصفا، فكان من سمت الميل الذي بالمنارة إلى عقود الصفا: مائة ذراع وستين ذراعا بذراع اليد.
وذكر الأزرقي ما يقتضي أن موضع السعي فيما بين الميل الذي بالمنارة والميل المقابل له لم يكن مسعى إلا في خلافة المهدي العباسي بتغيير موضع السعي قبله في هذه الجهة، وإدخاله في المسجد الحرام في توسعة المهدي له ثانيا، لأنه قال: حدثني