للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نمرة غار أربعة أذرع أو خمسة، ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزله يوم عرفة حتى يروح إلى الموقف، ومن الغار إلى مسجد عرفة ألفا ذراع وأحد عشر ذراعا.

وقال البغوي وغيره: وهي موضع قريب من عرفة.

وقال ابن الصباغ: هي من عرفة، والمشهور أنها ليست منها، وعليه الأكثر ... انتهى.

وقال النووي: ونمرة موضع معروف بقرب عرفات، خارج الحرم بين طرف الحرم وطرف عرفات، وقال: وهو بفتح النون وكسر الميم١. ويجوز إسكان الميم مع فتح النون وكسرها، فتبقى ثلاثة أوجه في نظائرها ... انتهى.

وقيل: إن نمرة هذه من الحرم، روي عن سفيان بن عيينة، حكاه عن الماوردي في حاويه، على ما ذكر المحب الطبري في "القرى"، لأنه قال: وذكر الماوردي في كتابه "الحاوي" عن سفيان بن عيينة، أن قريشا كانوا لا يخرجون من الحرم في يوم عرفة، ويقفون بنمرة دون عرفة في الحرام٢ ... انتهى باختصار، ذكر ذلك المحب الطبري في كتابه "القرى" في الباب العاشر، وقال بعد أن حكى عن سفيان بن عيينة ما ذكرناه، ثم قوله: إن نمرة من الحرم فيه نظر، وكلام الجمهور يدل أنها ليست منه٣ ... انتهى.

وذكر الأزرقي ما يوافق ما ذكره سفيان في نمرة، لأنه روى عن ابن عباس خبرا فيه ذكر الحمس وشيء من خبرهم، وفيه: يقصرون عن مناسك الحج، والموقف من عرفة، وهو من المحل، فلم يكونوا يقفون به ولا يفيضون منه، وجعلوا موقفهم في طرف الحرم من نمرة بمفضى المأزمين، يقفون به عشية عرفة، ويظلون به يوم عرفة في الأراك من نمرة ... انتهى.

ونمرة أيضا: موضع آخر بقديد، ذكره المحب في "القرى" ... انتهى، والله أعلم.


١ تهذيب الأسماء واللغات ٢/ ٢: ١٧٧.
٢ القرى "ص: ١٤٧".
٣ أخبار مكة ١/ ١٨٠، ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>