للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبمكة أوقاف كثيرة على جهات من القربات، غالبها الآن غير معروف لتوالي الأيدي عليها، ومن المعروف منها: البيمارستان المستنصري العباسي بالجانب الشمالي من المسجد الحرام، وتاريخ وقفه سنة ثمان وعشرين وستمائة١، وعمره في عصرنا هذا الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة عمارته التي هو عليها الآن، وزاد فيه على ما كان عليه أولا إيوانين: أحدهما: في جهته الشامية، والآخر: في جهته الغربية، وأحدث فيه صهريجا ورواقا فوق الإيوانين اللذين أحدثهما، وفوق الإيوان الشرقي الذي كان فيه من قبل، وجدد هو عمارته، وفوق الموضع الذي فيه الشباكان المشرفان على المسجد الحرام، وأدخل فيه البئر التي كان يستقي منه للميضأة الصرغتمشية، ووقف جميع ما بناه وما يستحق منافعه في الموضع المذكور للمدة التي يستحقها على الضعفاء والمجانين، ووقف عليه منافع الدار المعروفة بدار الإمارة عند باب بني شيبة بعد عمارته لها حين تخربت بالحريق الذي وقع في آخر ذي القعدة من سنة أربع عشرة وثمانمائة٢، وذلك بعد استئجاره لها واستئجاره للبيمارستان المذكور لتخربهما، من القاضي الشافعي بمكة لمدة مائة سنة، وأذن له في صرف أجرة الموضعين في عمارتها، وكان استئجاره لذلك في شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وثمانمائةن وفيها شرع في عمارتها وكان وقفه لذلك في صفر سنة ست عشرة وثمانمائة٣.

ووقف المنافع يتمشى على رأي البعض من متأخري المالكية، وحكم به بعض طلبة المالكية ليثبت أمره، وإن كان بعض المعتبرين من المالكية لا يرى جوازه، كما هو مقتضى مذهب الشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رحمة الله عليهم والله يوقفنا أجمعين للخير آمين.

ذكر السقايات والبرك بمكة المشرفة وحرمها وعرفة:

بمكة وحرمها عدة سقايات، تسمى أيضا السبل بسين مهملة وباء موحدة مضمومتين جمع سبيل، وشهرتها عند الناس بالسبل أكثر، وهي كثيرة إلا أن بعضها صار لا يعرف لخرابه وبعضها معروف مع الخراب.

فمن ذلك: سبيل عطية بن ظهيرة بأعلى مكة٤، وسبيل قاسم الزنكي عند مسجد الراية، وسبيل السيدة أم الحسين بنت القاضي شهاب الدن الطبري بالمسعى عند موضع الجزارين والخرازين، وسبيل لابن بلعجد عند عين بازان التي بالمسعى قرب الميل


١ إتحاف الورى ٣/ ٤٩، العقد الثمين ١/ ١٢٣،غاية المرام ٢/ ٢٩٣.
٢ إتحاف الورى ٣/ ٤٨٧، ٤٨٨، والعقد الثمين ١/ ٥٠.
٣ إتحاف الورى ٣/ ٥٠٧.
٤ جردة القاضي أبو السعادات بن ظهيرة في أوائل سنة ست وخمسن وثمانمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>