للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم.

وقد قيل: إن العماليق من ولد "العيص" ابن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام ذكر هذا القول المسعودي في "تاريخه" في غير موضع، لأنه قال لما ذكر مكة وأخبارها، وبناء البيت الحرام، ومن تداوله من جرهم وغيرها: وقد كانت العماليق بغت في الأرض، فسلط عليهم ملوك الأرض فأفنتها.

وقد ذكرنا فيما سلف من هذا الكتاب عند ذكر الروم وأنسابهم من ألحق ولد١ عملاق وغيرهم ممن ذكرنا بولد عيص بن إسحاق بن إبراهيم، وأن علماء العرب تنسبهم إلى غير ذلك، وهو الأشهر في الناس٢.

وذكر في باب أخبار الروم ما يقتضي: أن العماليق عند من قال في نسبهم هذه المقالة: من ولد اليعاز بن عيصو، وأن عيصوا هو العيص بن إسحاق٣.

وروينا في "تاريخ الأزرقي" خبرا عن ابن عباس رضي الله عنهما فيه ما يقتضي أن العماليق من حمير٤.

وروينا في تاريخ الأزرقي" مثله، عن عبد الله بن خيثم، وسنذكر إن شاء الله تعالى هذين الخبرين فيما بعد.

وفي كون العماليق من حمير نظر، لأن العماليق من ولد إرم بن سام بن نوح، على ما ذكر المسعودي، وحمير من ولد أرفخشذ بن سام بن نوح، وهو: حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، واسمه: يقطن على ما قال الحازمي في العجالة" ابن عابر، ويقال: ابن غبير بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، هذا مقتضى ما نسبه ابن إسحاق في نسب حمير.

وذكر أن اسم أبيه: سبأ عبد شمس، قال: وإنما سمي سبأ، لأنه أول من سبا في العرب ... انتهى.

وقد اتضح مما ذكرناه نسب العماليق وشيء من خبرهم، ونتبع ذلك بشيء من خبرهم.

قال الفاكهي: حدثنا عبد الله بن عمران المخزومي العائدي قال: حدثنا سعيد بن سالم القداح قال: قال عثمان بن ساج: أخبرنا محمد بن إسحاق قال: كان البيت في زمن هود معروفا، والحرم قائما فيما يذكرون والله أعلم وأهل مكة يومئذ العماليق، وإنما سموا العماليق، لأن أباهم عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح. وكان سيد العماليق


١ زيادة من مروج الذهب ٢/ ٥٢.
٢ مروج الذهب ٢/ ٥٢.
٣ مروج الذهب ١/ ٣٠٨.
٤ أخبار مكة للأزرقي ١/ ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>