للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيما يزعمون يومئذ رجل يقال له: بكر بن معاوية، وهو الذي نزل عليه وفد عامر حين بعثوا إلى مكة يستسقون١.

قال الفاكهي: وحدثنا محمد بن علي المروزي قال: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة بن الفضل قال: قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حصن، عن عروة بن الزبير، قال: كانت الحجاز أسحر أرض الله وأكثرها ماء، وإنما كانت الخرق مظلة عليها.

قال: يقول عروة: لقد بلغني أن العماليق تسرح بها في الغداة الواحدة ألفي ناضح، بين أحمر وجون٢ ... انتهى.

وروى الفاكهي بسنده إلى أبي جهو بن حذيفة أخبارا فيها ذكر شيء من حال العماليق، فنذكر ما فيها من ذلك: ففي بعضها: أن جبريل عليه السلام كان لا يمر بقرية إلا قال له إبراهيم: بهذه أمرت يا جبريل؟ فيقول له جبريل: لا، حتى مر به على مكة، وهي إذ ذاك عضاه وسلم. والعماليق يومئذ حول الحرم، وهم يكونون بعرنة، وهم أول من نزل حول مكة، وكانت المياه يومئذ قليلة٢.

وفي بعض الأخبار بعد أن ذكر إخراج الله الماء لإسماعيل عليه السلام وأقبل غلامان من العماليق يريدان بعيرين لهما قد أخطأه، فقد عطشا وأهلهما بعرنة، فنظرا إلى طير يهوي قبل الكعبة، فاستنكر ذلك، ثم قال بعد أن ذكر استدلالهما على الماء بالطير: فاتبعا الواردة منها حتى وقفا على أبي قبيس، فنظرا إلى الماء وإلى العريش، فنزلا وكلما هاجر، وسألاها: متى نزلت؟ فأخبرتهما، وقالا: لمن هذا الماء؟ فقالت: لي ولابني، فقالا: من حفره؟ فقالت: سقيا الله، فعرفا أن أحدا لا يقدر أن يحفر هنالك ماء، وعهدهما بما هنالك قريب، وليس به ماء، فرجعا إلى أهلهما من ليلتهما، وأخبراهم، فتحولوا حتى نزلت معهما على الماء، وأنست بهم، ومعهم الذرية، ونشأ إسماعيل عليه السلام مع ولدانهم.

وكان إبراهيم عليه السلام يزور هاجر في كل شهر على البراق، يغدو غدوة فيأتي مكة ثم يرجع فيقيل في منزله الشام، ونظر من هنالك من العماليق وإلى كثرتهم، وعمارة الماء، فسر بذلك وقرت به عينه.

خروج العماليق من مكة:

وكان العماليق ولاة الحكم بمكة، فضيعوا حرمة البيت، واستحلوا منه أمورا عظاما، ونالوا ما لم يكونوا ينالون، فقام فيهم رجل يقال له: عملوق، فقال: يا قوم،


١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٣٧.
٢ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>