للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: إن قارئ هذه الأبيات: ليس ناظم هذه القصيدة، وقيل: هو الحارث بن عمرو بن سعد بن الرقيب، كما هو مقتضى كلام السهيلي في "الروض الأنف".

فتحصل من ذلك في قائل هذه الأبيات خمسة أقوال، وليس المراد نسبة كلها إلى كل من المشار، وإنما المراد البيت الأول، وما ذكر منعه عليه حسب مما وقع في كل خبر.

وقال السهيلي في "الروض" أيضا في قوله في هذه الأبيات: "ولا يبعد سهيل وعامر". جبل من جبال مكة، يدل على ذلك قول بلال رضي الله عنه:

فهل يبدون لي عامر وطفيل

على رواية من رواه هكذا١ ... انتهى.

واختلف في قائل الأبيات النونية، فقيل: هو عمرو بن الحارث بن مضاض على ما ذكر ابن إسحاق كما سبق، ورأيت في "أخبار مكة" للفاكهي ما يقتضي أن قائل الأبيات النونية هو الحارث بن مضاض، وذكر بعضها على غير ما سبق ذكره، لأنه قال: وقال الحارث بن مضاض، يعني بكرا وغبشان وساكني مكة الذين خلفوا فيها بعدهم:

يا أيها الناس سيروا إن قصركم ... أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا

حنوا المطي وأرخوا من أزمتها ... قبل الممات وقضوا ما تقضونا

قضوا أموركم بالحزم إن له ... أمرا رشيدا ورأي الحزم مأمونا

إن عمرنا بدهر كان يعجبنا ... حتى أتانا زمان أظهر الهونا٢

... انتهى.

واختلف فيمن دفن الحجر الأسود وغزالي الكعبة في زمزم، هل هو مضاض بن عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي، كما هو مقتضى الخبر الذي رواه الأزرقي عن الكلبي عن أبي صالح؟ أو هو عمرو بن الحارث بن مضاض الأصغر؟ كما هو مقتضى ما ذكره ابن إسحاق والزبير بن بكار عن أبي عبيدة.

وذكر الأزرقي ما يوافق ذلك في الباب الذي ترجم عليه بقوله: باب ما جاء في إخراج جبريل عليه السلام زمزم لأم إسماعيل عليهما السلام، وعزا ذلك لبعض العلماء، ولم يسمه في خبر ذكر فيه شيئا من حال جرهم بمكة وزمزم٣.


١ الروض الأنف ١/ ١٣٨.
٢ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٤٢.
٣ أخبار مكة للأزرقي ١/ ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>