للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-عز وجل- النخاع، وجعل الشرف والعدد والملك والنبوة في مضر؛ فدخلوا إلى أرض العراق١ ... انتهى.

وذكر المسعودي ما يقتضي أن ولاية البيت بعد جرهم صارت إلى ولد إياد بن نزار؛ لأنه قال: بعد أن ذكر خبر جرهم متصلا به: ثم صارت ولاية البيت في ولد إياد بن نزار، بعد، ثم كان حروب كثيرة بين ولد مضر إياد؛ فكانت لمضر على إياد، فانجلفوا عن مكة إلى العراق٢ ... انتهى.

وممن ولي الكعبة من مضر -على ما ذكر الفاكهي- أسد بن خزيمة؛ لأنه قال فلما مات، صار البيت في أسد بن خزيمة، فكان سادن الكعبة؛ فحدثني عبد الله بن أبي سلمة قال: حدثنا الوليد بن عطاء المكي، عن أبي صفوان، عن عبد الملك بن عبد العزيز، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: أسد بن خزيمة خازن الكعبة في الزمن الأول.

وحدثني هارون بن محمد بن عبد الملك، قال: حدثني موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة قال: حدثني أبي قال: قال لي أبو جعفر المنصور: يا شيخ أين قبر جدك؟ قال: قلت بخرمان٣. قال: فقال لي: لا، هو على أبي قبيس، إنه كالن من الفريقين عظيما؛ يعني أسد بن خزيمة ... انتهى.

ذكر ذلك الإمام الفاكهي في ترجمة ترجم عليها بقوله: "ذكر من ولي مكة من مضر بن نزار قديما وتفسير أمورهم".

ولم أر فيما ذكر في هذه الترجمة شيئا يفهم منه ولاية أحد ممن ذكر فيها لما ذكر غير أسد بن خزيمة ونفر قليل غيره، على ما يأتي بيانه -إن شاء الله تعالى- بل في كلامه ما يشعر بخلاف ما ترجم له، ونذكر كلامه بنصه، قال بعد الترجمة التي سبق ذكرها: حدثنا أحمد بن حميد الأنصاري، قال: حدثني محمد بن زكريا، قال: حدثنا العباس بن بكار قال: حدثنا الفضيل بن محمد، قال: كان محلم بن سويد الرئيس الأول -ظننا أول من رأس معدا- وكان معقد قبل ذلك تسترضي رأيه جماعة، رجل رجل؛ فكان أول من قتاد معه ميمنة وميسرة ولواء، وفي ذلك يقول الفرزدق:

زيد الفوارس وابن زيد منهم ... وأبو قبيصة والرئيس الأول

أمأ قوله: ابن زيد؛ فهو حصين بن زيد بن صباح الضبي، وهو الذي قال:

أوصى أبونا ضبة الملقى ... سيف سليمان الذي يبقى


١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٤٧.
٢ مروج الذهب ٢/ ٥١.
٣ خرمان: بستان بمكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>