قال: وكان ضبة ينزل مكة، وكان قد ولي الحجاز واليمن لسليمان بن داود -عليهما السلام، وفي ذلك يقول الشاعر:
ضبة رب خراج الحجاز ... تجبى إليه إتاواتها
من كل ذي إبل ناقة ... ومن كل ذي غنم شاتها
وكان البيت في ضبة عمن مضر؛ فلما أن مات صار البيت من مضر في بن ضبة؛ فلما مات صار البيت في أسد بن خزيمة، فكان سادن الكعبة.
ثم قال بعد أن ذكر ما نقلناه عنه آنفا في شأن أسد بن خزيمة، ثم رجعنا إلى حديث الأنصاري، قال: فلما مات، صار البيت في تميم؛ فلما مات، صارت الرياسة إلى ابنه عمرو بن تميم، ثم صار البيت في أسيد بن عمرو؛ فلما مات أسيد صارت مضر لا رأس لها، حتى نشأ أبو الخفاد الأسدي، وكان من المعمرين، عاش دهرا طويلا، وفيه يقوله ربيعة أبو لبيد الجعفري:
أبو الخفاد إقبال الكبر فالدهر ... صرفان فخذ ومضر
في الدهر إن تجني لك الثمر ... من قيس عيلان وأحياء أخر
وكان الذي يسعى لأبي الخفاد في جيمع صدقاته: الحارث بن عمرو بن تميم؛ فكان إذا نزل بقوم لم يبرح حتى يأكل من طعامهم؛ فأكثر يوما من ذلك، فعظم بطنه، فسموه الحارث الحنط -وهو أو الحنطات- فلما مات أبو الخفاد صار البيت في بني جماد من بني سعد، ثم تحول البيت بعد الجمانيين إلى الأضبط بن قريع، ثم تحول البيت إلى بني حنظلة بن دارم بن حنظلة، وضرب عليهم القبة الحمراء، وهي قبة مضر الحمراء، وبها سميت مضر الحمراء؛ فلما صارت إلى عبد الله بن دارم؛ فلما مات صارت إلى ابنه يزيد بن عبد الله؛ فلما مات، صارت إلى ابنه حدس، فلما مات صارت إلى ابنه زرارة، فلما مات صارت إلى ابنه حاجب بن زرارة.
وكان حاجب والنباش ابنا زرارة من أشراف بني تميم وذوي القدر بمكة.
حدثنا عبد الله بن عمران المخزومي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ثور بن يزيد قال: تزوج رجل امرأة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلأمه أخ له، فذكر منها صلاحا؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما عليك إلا أن تكون تزوجت ابنه حاجب بن زرارة، إن الله -عز وجل- جاء بالإسلام؛ فسوى بين الناس، ولا لوم على مسلم" ١.