للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الغريب أن السهيلي ذكر ما يقتضي أن القائل ذلك هو الغوث بن مر؛ لأنه قال: "فصل" وذكر قصة الغوث بن مر، ودفعه بالناس من عرفة، وقال بعض نقلة الأخبار: إن ولاية الغوث بن مر كانت من قبل ملوك كندة.

وقوله: إن كان إنما فعلى فضاعة؛ إنما خص قضاعة بهذا؛ لأن منهم محلين يستحلون الأشهر الحرم، كما كانت خثعم وطيء تفعل، وكذلك كانت النسأة١ ذا حرمت صفرا أو غيره من الأشهر، بدلا من الشهر الحرام، يقول قائلهم: قد حرمت عليكم الدماء إلا ماء المحلين٢ ... انتهى.

فاستفدنا من ذلك فوائد: منها: موافقة السهيلي على أن القائل:

لاهم إني تابع تباعه

هو الغوث؛ لأن البيت الذي أفاد فيه السهيلي معنى تخصيص قضاعة بالذكر، قائله هو القائل:

لاهم إني تابع تباعة

ومنها: كون ولاية الغوث بن مر للإجازة بالناس كانت من قبل ملوك كندة ... انتهى.

قال السهيلي: قوله:

عن مواليه بني فزارة

يعني بمواليه بني عمه؛ لأنه من عدوان، وعدوان وفزارة من قيس عيلان، وقوله:

مستقبل القبلة يدعو جاره

أي يدعو الله -عز وجل- يقول: اللهم كن لنا جارا ممن نخافه.

وذكر السهيلي أيضا فيما يتعلق بما ذكره ابن إسحاق من خبر عدوان وصوفة فوائد حسن ذكرها.

فمما ذكره فيما يتعلق بعدوان قوله: وأما ذو الإصبع -يعني الذي ذكره ابن إسحاق- فهو حرثان بن عمرو، ويقال: حرثان بن الحارث بن محرث بن ربيعة بن هبيرة بن ثعلبة بن ظرب، وظرب: هو والد عامر بن الظرب الذي كان حكم العرب، ثم قال: وكذلك كان ذو الإصبع؛ حكما في زمانه، وعمره ثلاثمائة سنة، وسمي ذو الإصبع لأن حية نهسته في إصبعه، وجدهم ظرب: هو ابن عمرو بن عياد بن يشكر بن بكر بن


١ النسأة: هم الذين يؤخرون شهر إلى شهر آخر، وسيأتي تفصيل ذلك.
٢ الروض الأنف ١/ ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>