للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقل الفاكهي ما يقتضي: أن عمرو بن الحارث أول من ولي البيت؛ لأنه قال: قال الواقدي: وحدثني حرام بن هشام، عن أبيه قال: أول من وليه من غبشان من خزاعة، وكان الذي وليه منهم: عمرو بن الحارث بن لؤي بن ملكان بن أقصى؛ فنصب هبل صنما بمكة، فقال الحارث بن مضاض، وهو يعظ عمرا:

يا عمرو لا تفجر بمكـ ... ـة إنها بلد حرام١

فتحصل من هذه الأخبار ثلاثة أقوال في أول من ولي بمكة من خزاعة، هل هو عمرو بن لحي، كما ذكر أبو عبيدة والفاكهي، أو أبوه لحي، كما ذكر الأزرقي؟ أو ابن الحارث الغبشاني، كما ذكر أبو عبيدة وابن الكلبي؟ والله أعلم.

وتحصل منه فيمن نصب هبل هؤلاء: أحدهما: أنه عمرو بن لحي، وهو القول المشهور.

والآخر: عمرو بن الحارث الغبشاني، كما نقل الواقدي عن ابن الكلبي.

ورأيت في "المورد العذب الهني في شرح سيرة عبد الغني" للحافظ قطب الدين الحلبي في ذلك قولا ثالثا؛ لأنه قال لما ذكره خزيمة جد النبي صلى الله عليه وسلم: وخزيمة هو الذي نصب هبل على الكعبة، وكان يقال: هبل خزيمة، هكذا ذكر ابن الأثير٢ ... انتهى.

وذكر ابن إسحاق ما يقتضي أن غبشان من خزاعة انفردت بالكعبة دون بني بكر بن عبد مناة بن كنانة؛ لأنه بعد أن ذكر إخراج بني بكر وغبشان لجرهم من مكة: ثم إن غبشان من خزاعة، وليت البيت دون بني بكر بن عبد مناة، وكان الذي يليه منهم عمرو بن الحارث الغبشاني، وقريش إذ ذاك حلول وصرم وبيوتات متفرقون في قومهم من بني كنانة؛ فوليت خزاعة البيت، يتوارثون ذلك كابرا عن كابر، حتى كان آخرهم حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي٣ ... انتهى؟.

وذكر الفاكهي عن ابن إسحاق ما يقتضي أن بني بكر لم تل مع غبشان البيت؛ وإنما كلامه: حدثنا عبد الله بن عمران المخزومي، قال: حدثنا سعيد بن سالم، قال: قال عثمان -يعني ابن ساج: أخبرني محمد بن إسحاق، وحدثني عبد الملك بن محمد، عن زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق -يزيد أحدهما على صاحبه في اللفظ- قال: ثم إن غبشان من خزاعة وليت البيت من بعد جرهم دون بكر بن كنانة؛ فكانت بكر لهم


١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٥٥.
٢ الكامل لابن الأثير ٢/ ٢٨.
٣ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٥٥، ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>