للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عضدا وناصرا ممن بغي عليهم، وقريش إذ ذاك حلول في أصرام، وهم بيوتات متفرقون في قومهم من بني كنانة، وكان الذي يلي البيت من عبشان عمروبن الحارث بن لؤي بن ملكان بن أقصى، وهو الذي يقول:

نحن وليناه فلم نغشه ... وابن مضاض قائم يهشه

يأخذ ما يهدي له يعسه ... نترك مال الله لا تمسه

وقال أيضا:

نحن ولينا من بعد جرهم ... لنمنعه من كل باغ وظالم

ونمنعه من كل باغ يريده ... فيرجع منا عند غير سالم

ونحفظ حق الله فيه وعهدنا ... ونمنعه من كل باغ وآثم

ونترك ما يهدي له نمسه ... نخاف عقاب الله عند المحارم

وكيف نريد الظلم فيه وربنا ... بصير بأمر الظلم من كل غاشم

فوالله لا ينفك بحفظ أمره ... ويعمره ما حج هل المواسم

ونحن نفينا جرهما عن بلادها ... إلى بلدة فيها صنوف المآثم

قال: فوليت خزاعة البيت زمانا طويلا، وهم أخرجوا إسافا ونائلة من الكعبة، فوضعوها على زمزم١.

وذكر الفاكهي خبرا يقتضي بأن قيس بن عيلان، من مضر، أرادوا إخراج خزاعة من لحي ولي البيت من بعده كبع بن عامر، فاجتمعت قيس على عامر بن الظرب العدواني، فسار بهم إلى مكة ليخرج خزاعة، فقاتلهم خزاعة، فانهزمت قيس ووليت خزاعة البيت، لا ينازعهم أحدا٢ ... انتهى.

واستفدنا من هذا الخبر ولاية كعب بن عمرو بن لحي البيت بعد أبيه عمرو.

وذكر الفاكهي لبعض عدوان شعرا، نال فيه من خزاعة؛ لأن بعض خزاعة قال شعرا، تعرض فيه لعدوان فيما يظهر، والله أعلم.

ونص ما ذكره الفاكهي: وقال حليل:

نحن بنو عمرو ولاة المشعر ... نذب بالمعروف أهل المنكر

حمسا ولسنا نهزه للمحصر


١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٥٥٥، ١٥٦.
٢ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>