إن الخنا منكم وقول المنكر ... جئناكم بالزحف في المسور
بكل ماض في اللقاء مسعر
وذكر الفاكهي: عن حليل بن حبشية -هذا- شعرا آخر؛ لأنه قال: وقال حليل بن حبشية:
واد حرام طيره ووحشه ... وابن مضاض قائم يهشه
... انتهى.
وقد سبق فيما ذكره الفاكهي عن ابن إسحاق أن عمرو بن الحارث الغبشاني هو الذي يقول:
نحن وليناه فلم نغشه ... وابن مضاض قائم يهشه
ولعل حليلا قال ذلك استشهادا؛ فينتفي التعارض، والله أعلم.
وحليل هذا آخر من ولي البيت وأمر مكة من خزاعة، على ما ذكره الفاكهي، فيما رواه بسنده عن عائشة -رضي الله عنها- وابن إسحاق وغير من أهل الأخبار.
وذكر الفاكهي خبرا يقتضي أن أبا غبشان الخزاعي كان شريك حليل في الكعبة، وأبو غبشان هو على ما ذكره الزبير، عن الأثرم، عن أبي عبيدة: سليم بن عمرو بن لؤي بن ملكان بن أقصى بن حارثة بن عمرو بن عامر، ونص الخبر الذي ذكره الفاكهي: قال الواقدي: وسمعت ابن جريج يقول: كان حليل يفتح البيت؛ فإذا اعتل أعطى ابنته المفتاح حتى تفتحه، فإذا اعتلت أعطت زوجها قصيا يفتحه. وكان قصي يعمل في أخذ البيت وحيازته إليه. وذكر قطع خزاعة منه، وكان شريك حليل فيه: أبو غبشان، وكان حليل يتنزه عن أشياء يفعلها أبو غبشان.
وذكر الفاكهي خبرا يقتضي أن حليلا أوصى بولاية البيت لأبي غبشان؛ لأنه قال: حدثنا حسن بن حسين الأزدي قال: حدثنا محمد بن حبيب، قال: قال عيسى بن بكر الكناني المدني، قال: قال ابن الكلبي أو غيره. يقال: إن قصيا دعا أبا غبشان الملكاني؛ فقال: هل لك أن تدع الأمر الذي أوصى لك به حليل إلى حبي وعبد المدان فتخلى بينهما وبينه، وتصيب عرضا من الدنيا؟ فطابت نفسي أبي غبشان وأجابهم إلى ذلك؛ فأعطاهم قصي أثوابا وأبعرة. ولم يكن أبو غبشان وارثا لحليل، ولا وليا؛ وإنما كان وصيا فحاز وصيته، وصيرت حبي إلى ابنها حجابة البيت، ودفعت المفاتيح إليه١ ... انتهى.