للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الزبير بن بكار خبرا يقتضي أن حليل بن حبشية جعل لأبي غبشان فتح البيت وإغلاقه، وأن قصيا اشترى ولاية البيت من أبي غبشان بزق خمر أو قعود. وسيأتي -إن شاء الله تعالى- هذا الخبر في أخبار قصي، وهذا الخبر نقله الزبير عن الأثرم عن أبي عبيدة.

وقال الزبير: قال محمد بن الضحاك: اشترى قصي مفتاح بيت الله الحرام من أبي غبشان الخزاعي، بكبش وزق خمر. فقال الناس: أخسر من صفقة أبي غبشان، فذهبت مثلا١ ... انتهى.

فتحصل من هذه الأخبار، فيما اشترى به قصي من أبي غبشان منا كان له في الكعبة ثلاثة أقوال: هل ذلك أثواب وأبعرة؟ أو هو زق خمر وقعود؟ أو هو كبش وزق خمر؟

وفي ذلك قول آخر رابع، وهو: زق خمر فقط، وذكر الزبير في خبر يأتي ذكره -إن شاء الله تعالى- فيما بعد في أخبار قصي، وفيه: أن أبا غبشان كان يلي البيت.

وأفاد الفاكهي سببا في بيع أبي غبشان ما كان له في البيت؛ لأن في الخبر الذي نقله الفاكهي، عن الواقدي، عن ابن جريج بعد قوله: "وكان حليل يتنزه عن أشياء يفعلها أبو غبشان": وكانت البحائر تنحر عند البيت، عند إساف ونائلة؛ فكان أبو غبشان قد سن له من كل بحيرة رأسها والعنق، ثم إنه استقل ذلك؛ فأبى أن يرضي بذلك؛ فقال: يزيدون الأكتاف، ففعلوا، ثم أدب لهم، فقال: يزيدون العجز، فأبى الناس ذلك عليه، فأتى رجل من بني عقيل يقال له: مرة بن كثير -أو كبير- ببدنه له، وكانت سمينة، فما بقي إذا لمن سيقت إليه؟! قال: الأكارع، قال: فرفضه الناس ومن حضر من قريش وغيرهم، وقالوا: عبث، كنت أولا تقول: الرأس والعنق؛ فكان هذا أخف من غيره، ثم تعديت إل الأكارع، فقال: لا أقيم في هذا البلد أبدا إلا على ذلك؛ فلما أبوا عليه، قال: من يشتري نصيبي من البيت بإدواة تبلغني إلى اليمن، أو بزق من خمر؟ فاشترى نصيبه في ذلك قصي، وارتحل أبو غبشان إلى اليمن؛ فقال الناس: أخسر من صفقة أبي غبشان.

قال الواقدي: وقد رأيت مشيخة خزاعة تنكر هذا٢.

ونقل الفاكهي عن الزبير بن بكار ما يقتضي أن قصيا اشترى مفتاح البيت من أبي غبشان بالطائف٣، وهذا يخالف ما في الخبر الذي قبله؛ فإنه يقتضي أن شراء قصي


١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٥٩، ١٦٠.
٢ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٦٠.
٣ السابق

<<  <  ج: ص:  >  >>