للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك كان بمكة، وسيأتي -إن شاء الله تعالى- هذا الخبر في أخبار قصي، ويأتي في أخباره -أيضا- ما كان بينه وبين خزاعة من القتال، وتوليه لما كانت خزاعة يليه من ولاية مكة وحجابة البيت، وسكنى خزاعة معه بمكة في منازلهم التي جاء الإسلام وهم عليها.

وقد ذكر ابن عبد البر في كتاب له في الأنساب شيئا من فضل خزاعة يحسن ذكره هنا؛ وذلك أنه قال بعد أن ذكر نسبهم ونزول حزاعة الحرم ومجاورتهم قريشا: قال ابن عباس -رضي الله عنهما: نزل القرآن بلغة الكعبيين: كعب بن لؤي، وكعب بن عمرو بن لحي؛ وذلك أن دراهم كانت واحدة، ويقال لخزاعة: حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم حلفاء بني حزاعة وبني بكر، فأعان مشركو قريش حلفاءهم بني بكر، ونقضوا بذلك العهد؛ فكان ذلك سبب فتح مكة لنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم خزاعة، حلفاءه١. وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال يومئذ لسحابة رآها: "هذه السحابة تستهل بنصر بني كعب"، وأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم منزلة لم يعطها أحد من الناس، أن جعلهم مهاجرين بأرضهم، وكتب لهم بذلك كتابا ... انتهى.

ووقع فيما ذكرناه من خبر عمرو بن لحي ذكر البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحام، من غير بيان ذلك.

وقد بين ذلك ابن إسحاق وابن هشام في السيرة؛ لأن فيها قال ابن إسحاق: أما البحيرة فهي بنت السائبة: الناقة إذا تابعت من بين عشر إناث ليس بينهن ذكر، سيبت؛ فلم يركب ظهرها، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ضيف، فما أنتجت بعد لك من أنثى شقت أذنها، ثم خلي سبيلها مع أمها، فلم يركب ظهرها، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ضيف، كما ضيف، كما فعل بأمها، فهي البحيرة بنت السائبة.

والوصيلة: الشاة إذا أنتجت عشر إناث متتابعات في خمسة أبطن، ليس بينهن ذكر، جعلت وصيلة. قالوا: قد وصلت؛ فكان ما ولدت بعد ذلك للذكور منهم دون الإناث، إلى أنه منها شيء، فيشركون في أكله، ذكورهم وإناثهم.

قال ابن هشام: ويروي: فكان ما ولدت بعد ذلك للذكور منهم دون إناثهم.

قال ابن إسحاق: والحام: الفحل إذا أنتج له عشر إناث متتابعات ليس بينهن ذكر، حمى ظهره؛ فلم يركب، ولم يجز وبره، وخلي في إبله يضرب فيها، لا ينتفع منه بغير ذلك.


١ تهذيب سيرة ابن هشام "ص ٢٤٣، ٢٤٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>