للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها كانت الآباء قبلي ... فيما سويت أخي وما سويت

رزاح ناصري وبه أسامي ... فلست أخاف ضيما ما حييت١

فكان قصي أول رجل من كنانة أصاب ملكا، وأطاع له به قومه؛ فكانت إليه الحجامة، والرفادة، والسقاية، والندوة٢، والقيادة؛ فلما جمع قصي قريشا بمكة سمي مجمعا، وفي ذلك يقول حذافة بن غانم الجمحي يمدحه:

أبوهم قصي كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر

همو نزلوها والمياه قليلة ... وليس بها إلا كهول بني عمرو

يعني هم خزاعة:

قال إسحاق بن أحمد: أبو جعفر محمد بن الوليد بن كعب الخزاعي:

أقمنا بها والناس فيها قلائل ... وليس بها إلا كهول بني عمرو

هم ملكوا البطحاء مجدا وسوددا ... وهم طردوا عنها غواة بني بكر

هم حفروها والمياه قليلة ... ولم يستقوا إلا بنكد من الحفر

حليل الذي عادى كنانة كلها ... ورابط بيت الله بالعسر واليسر

أحازم إما أهلكن٣ فلا تزل ... لهم شاكرا حتى توسد في القبر

ويقال: من أجل تجمع قريش سميت قريش: قريشا٤.

وذكر ابن إسحاق خبر ولاية قصي بن كلاب، وفيه زيادة على ما في هذا الخبر؛ لأنه قال: ثم إن قصي بن كلاب خطب إلى حليل بن حبشية ابنته حبي؛ فرغب فيه حليل فزوجه، فولدت له عبد الدار، وعبد مناف، وعبد العزي، وعبدا؛ فلما انتشر ولد قصي وكثر ماله وعظم شرفه هلك حليل؛ فرأى قصي أنه قصي أنه أولى بالكعبة وبأمر مكة من خزاعة وبني بكر، وأن قريشا فرعة إسماعيل بن إبراهيم -عليهما الصلاة والسلام- وصريح ولده؛ فكلم رجالا من قريش وبني كنانة، ودعاهم إلى إخراج خزاعة وبني بكر من مكة، فأجابوه، وكان ربيعة بن حزام بن عزرة بن سعد بن زيد بن مناة قد قدم مكة بعد هلك كلاب. فتزوج فاطمة بنت سعد بن شبل٥، وهو يومئذ رجل، وقصي فطيم. فاحتملها إلى بلاده، فحملت قصيا معها، وأقام زهرة، فولدت لربيعة: رزاحا، فلما بلغ قصي.


١ في أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٠٧ بيتان زيادة على ما هنا.
٢ في أخبار مكة للأزرقي يضيف بعد الندوة: "اللواء".
٣ في أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٠٨: "أحازم إما أهلكنا".
٤ أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٠٣، ١٠٨.
٥ في أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٠٩: "سيل".

<<  <  ج: ص:  >  >>