للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكر الزبير بن بكار خبرًا يدل على أن حليلا حين حضرته الوفاة، جعل إلى قصي أمر البيت ومكة؛ وذلك يوافق ما زعمته خزاعة، كما في الخبر الذي ذكره ابن إسحاق، ونص ما ذكره الزبير: حدثني إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن عمر الواقدي، عن عبد الله بن عمر بن زهير، عن عبد الله بن خراش بن أمية الكعبي، عن أبيه، قال لما تزوج قصي إلى حليل بن حبشية حبي، ابنته، وولدت له، أوصى حليل عند موته بولاية البيت وأمر مكة إلى قصي.

قال الزبير: وحدثني إبراهيم، عن الواقدي، عن فاطمة الأسلمية، عن فاطمة الخزاعية -وكانت أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- قالت: وقال حليل: إنما ولد قصي ولدي، وهم بنو ابنتي؛ فأوصى إلي قصي بالبيت والقيام بأمر مكة، وقال: أنت أحق الناس بها ... انتهى.

وقد قيل في سبب ولاية قصي غير ما سبق، وقد أشرنا إلى شيء من ذلك في خبر خزاعة ونذكره فيما هنا لما فيه من زيادة في إيضاح ذلك؛ ورويناه عن الزبير بن بكار، قال: قال محمد بن الضحاك: اشترى قصي مفتاح بيت الله الحرام من أبي غبشان الخزاعي بكبش، وزق خمر؛ فقال الناس: أخسر من صفقة أبي غبشان، فذهبت مثلا.

وقال أيضا: حدثني أبو الحسن الأثرم، عن أبي عبيدة، قال: زعم الناس من خزاعة أن قصيا تزوج حبي ابنة خليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر؛ فولدت له عبد مناف، وعدب العزى، وعبد الدار، وعبد بن قصي، وكان حليل آخر من ولي البيت من خزاعة؛ فلما ثقل١، جعل ولاية البيت إلى ابنته حبي؛ فقالت له: قد علمت أني لا أقدر على فتح الباب وإغلاقه. قال: إني أجعل لؤي بن ملكان بن أقصي بن حارثة بن عمرو بن عامر، فاشترى قصي ولاية البيت منه بزق خمر وقعود؛ فلما رأت ذلك خزاعة كثروا على قصي، فاستنصر أخاه رزاحا، فقدم بمن معه من قضاعة، فقاتل خزاعة حتى نفوا خزاعة.

قالوا: فأما الخلفي -قال: قال أبو عبيدة: وهو رجل من بني خلف- فزعم أن خزاعة أخذتها العدسة حتى كادت تفنيها؛ فلما رأت ذلك جلت عن مكة؟ فمنهم من وهب مسكنه، ومنهم من باع، ومنهم من أسكن. قال: قال أبو عبيدة: وهذا باطل ليس كما قال الخلفي.


١ أي حضرته الوفاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>