للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الخبر يقتضي أن عبد العزى بن قصي ولي الرفادة، وما ذكرناه عن ابن إسحاق في سيرته يقتضي خلاف ذلك، والله أعلم.

وقال الفاكهي: وحدثني عبد الملك بن محمد، عن زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق قال: فلما هلك قصي أقام عبد مناف أمر قريش، وهو أقام أمرهم بعده، واختط بمكة رباعا بعد الذي كان قصي قطع لقومه؛ فكان يعطيها في قريش وفي غيرهم، وهو عقد حلق الأحابيش، والأحابيش: عضل، والقارة، ودوس، ورعل رهط سفيان بن عوف، والحليس بن زيد، وخالد بن عبد بن أبي فايض بن خالد١ ... انتهى.

وقال الفاكهي: وحدثني عبد الله بن أبي سلمة، قال: حدثنا عبد الله بن زيد، قال حدثني ابن لهيعة، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن الأسود، قال: يذكر أنه لما توفي عبد بن قصي، وكان اللواء بيده، بأخذه عبد الدار؛ لأنه أكبر إخوته، فحسده إخوته، فذهب فحالف بني مخزوم، وعدي، وتوفي عبد مناف، فأخذ السقاية هاشم؛ لأنه كان أكبر ولده. وتوفي أسد، فأخذ الندوة المطلب؛ لأنه أكبر ولده، فلم يزل بأيديهم حتى باعها زمعة بن الأسود لمعاوية، فلذلك يقول الشاعر:

بعتم سناكم ومجدكم ... ولم تبقوا بمكة دارا٢

وهذا الخبر يشعر بأن عبد بن قصي كان إليه الندوة، وأن عبد مناف بن قصي كانت إليه السقاية؛ وذلك يخالف ما ذكرناه عن ابن إسحاق من سيرته، والله أعلم.

وقال الفاكهي: حدثنا عبد الله بن أبي سلمة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن بن الأسود، أن يعقوب بن عبد الله بن وهب حدثه، عن أبيه قال: إن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم -وهي جدته- حدثته فقالت: قدم قصي بن كلاب -يعني مكة- فقطع غيضة كانت، ثم ابتنى حول البيت دارا، ونكح حبي بنت حليل الخزاعي؛ فولدت له عبد الدار، وعبد مناف، وعبد العزى بن قصي، بفأول ما ولد لهخ سماه عدب الدار بداره تلك، ثم سمي عبد مناف بمناف، ثم سمي عبد العزى، وكانت أم حبي الخزاعية جرهمية عجوزا قديمة؛ فقال لها: إنما يلي سمي عبد العزى، وكانت أم حبي الخزاعية جرهمية عجوزا قديمة، فقال لها: إنما يلي البيت بنوك، وجعل الحجابة إلى عبد الدار؛ لأنه أكبرهم، والسقاية لعبد مناف، واللواء لعبد بن قصي، والرفادة -وهي دار الندوة- لعبد العزى ... انتهى باختصار.


١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٨٢.
٢ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>