وهذا صريح في أن قصي بن كلاب قسم مآثره بين بنيه الأربعة؛ وذلك يخالف ما ذكره ابن إسحاق في سيرته، والله أعلم.
وقال الفاكهي: وحدثنا حسن بن حسين الأزدي، قال: حدثنا محمد بن حبيب، قال: كانت الرياسة أيام بني عبد مناف بن قصي، وكان القائم بأمور قريش والمنظور إليه فيها، ثم أفضى ذلك بعده إلى هاشم؛ ابنه، فرب ذلك بحسن القيام؛ فلم يكن له نظير من قريش ولا مساو، ثم صارت الرياسة لعبد المطلب، وفي كل قريش رؤساء؛ غير أنهم كانوا يعرفون لعبد المطلب فضله وتقدمه وشرفه؛ فلما مات عبد المطلب، صارت الرياسة لحرب بن أمية؛ فلما مات حرب بن أمية، تفرقت الرياسة والشرف ببني عبد مناف وغيرهم من قريش.
وقال الفاكهي: قال: حدثنا الزبير، قال محمد بن الحسن: كان هؤلاء الأربعة من بني عبد مناف: هاشم، والمطلب، وعبد شمس، ونوفل، أول من رفع الله تعالى بهم قريشا، إنما كانت تتجر بمكة، وتبضع مع من يخرج من الأعاجم، فركب هاشم فأخذ له خيلا من قيصر، فتجروا إلى الشام، وركب المطلب فأخذ له خيلا من ملوك اليمن، فتجروا إلى اليمن بذلك الخيل، وركب نوفل فأخذ لهم خيلا من النجاشي، فتجروا بذلك الخيل إلى أرض الحبشة.
وقال الفاكهي: قال: حدثنا الزبير، وحدثنا محمد بن الحسن، عن العلاء بن حسين، عن أفلح بن عبد الله بن المعلي عن أبيه وغيره من أهل العلم قالوا: هاشم، وعبد شمس، والمطلب، ونوفل، هم: الزنبور، وبنو هاشم يدان، وبنو المطلب يد، فإن دهمهم غيرهم صاروا يدا واحدة. على ذلك كانوا في الجاهلية دون بني عبد مناف، وبنو عبد مناف يدان: هاشم والمطلب، وهم البدران، وعبد شمس ونوفل يد، وهم الأبهران.
قال: وكانت العرب تسمي هاشما والمطلب وعبد شمس ونوفلا: أقداح النظار، فإن دهمهم غيرهم اجتمعوا فصاروا يدا واحدة١.
وقال الفاكهي: وحدثني الزبير بن أبي بكر قال: حدثني أبو الحسن الأثرم عن أبي عبيدة، قال: كان يقال لهاشم وعبد شمس والمطلب بني عبد مناف: المحيزون.
وقال الفاكهي: وحدثني الزبير بن أبي بكر، قال: حدثني محمد بن الحسن قال: كان هاشم رئيس بني عبد مناف: وعبد شمس رئيس بني أمية.
قال الزبير: وذلك الثبت عندنا. قال أخبرني عبد العزى:
اللهم إني قائل قو ... ل ذي دين وبر وحسب
١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٧٩ وسمط النجوم العوالي ١/ ٢١٤.