للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا الخبر من الفائدة على ماسبق، كون عبد شمس خرج إلى النجاشي بالحبشة، وأخذ منه لقومه الإيلاف؛ وذلك يخالف ما سبق من أن نوفل بن عبد مناف هو الذي أخذ لقومه الإيلام من النجاشي، والله أعلم.

ومنها: أن هاشم وعبد شمس توأمان على ما قيل؛ ذكر ذلك صاحب "المورد العذب الهني"؛ لأنه قال: وقيل: إن هاشما وعبد شمس توأمان، وأن أحدهما ولد قبل الآخر. قيل: إن الأول هاشم، وأن إصبع أحدهما ملتصقة بجبهة، فنحيت، فسال دم، فقيل: يكون بينهما دم.

ومنها: أنه اختلف في سن هاشم حين مات، فقيل: عشرون سنة، وقيل: خمس وعشرون سنة، ذكر هذه الفائدة صاحب "المورد".

ومنها: أنه اختلف في سن عبد المطلب حين مات؛ فقال ابن حبيب في كتابه "المحبر"، إن عمر عبد المطلب خمسة وتسعون سنة، وأنه توفي سنة تسع من عام الفيل، وقال السهيلي: إن عبد المطلب مات وعمره مائة وعشرون سنة١ ... انتهى.

وقيل: مائة وعشر سنين: وقيل: مائة وأربعون سنة، وقيل: اثنتان وثمانون سنة. ذكره هذه الأقوال الثلاثة: الحافظ مغلطاي في سريته. ودفن عبد المطلب على ما ذكره ابن عساكر بالحجون٢.

قال السهيلي: وظاهر حديث أبي طالب فثي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "قل لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها"؛ فكان آخر كلامه: على ملة عبد المطلب، يقتضي أن عبد المطلب مات على الشرك.

ووجدت في بعض كتب المسعودي اختلافا في عبد المطلب، وأنه قد قيل فيه: مات مسلما لما رأى من الدلالات على نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلم أنه لا يبعث إلا بالتوحيد٣ والله أعلم.

غير أنه في "مسند البزار"، وفي كتاب النسائي من حديث عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة وقد عزت قوما من الأنصار: "لعلك بلغت معهم الكدي" -قال: ويروي الكرى بالراء يعني القبور- فقالت: لا؛ فقال: "لو بلغت معهم ذلك ما رأيت الجنة، حتى يراها جد أبيك" ٤.


١ في الروض الأنف ١/ ٧: "وعاش عبد المطلب مائة وأربعين سنة".
٢ هذا القول هو القول الذي يتلاءم مع المعروف عند أهل مكة حتى عصرنا الحاضر.
٣ مروج الذهب ٢/ ١٣١.
٤ أخرجه النسائي في كتاب الجنائز، باب النعي -٤/ ٢٦-٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>