للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال السهيلي: إنه أول من خضب بالسواد من العرب١ ... انتهى.

وقال ابن الأثير: وهو أول من تحنت بحراء، وكان إذا دخل شهر رمضان صعد حراء وأطعم المساكين٢.

وقال ابن قتيبة: وكان يرفع من مائدة عبد المطلب للطير والوحوش في رؤوس الجبال، فيقال له: الفياض لجوده، ومطعم طير السماء ... انتهى.

وكان مجاب الدعوة، يقال: أصاب الناس شدة؛ فاستسقى عبد المطلب على جبل أبي قبيس، فسقي، والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ غلام بين يدي عبد المطلب، وببركته صلى الله عليه وسلم سقوا. ذكر هذا الخير هشام بن الكلبي وأبو عبيدة معمر بن المثنى وغيرهما. وذكر ابن قتيبة أن عبد المطلب عمي قبل موته.

وقيل: إن قصي بن كلاب قسم هذه الأمور بين أولاده كلهم، ذكره الزبير بن بكار؛ لأنه قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن المرواني قال: قسم قصي مكارمه بين ولده؛ فأعطى عبد مناف واسمه المغيرة: السقاية، والندوة، وفيه النبوة والثروة، وأعطى عبد الدار واسمه عبد الرحمن: الحجابة واللواء، وأعطى عبد العزى: الرفادة وأيام منى. قال: والرفادة الضيافة. وأيام منى كان الناس لا يجوزون إلا بأمره، ولم أسمع أيام منى إلا منه. قال: وأعطى عبد قصي جهتي الوادي، ولم أسمع في جهتي الوادي شيئا ... انتهى.

وقيل: إن قصيا أعطى عبد مناف السقاية، والرفادة، والقيادة، وأعطى عبد الدار السدانة وهي الحجابة، ودار الندوة واللواء. ذكر ذلك الأزرقي في الخبر الطويل الذي رواه عن ابن جريج وابن إسحاق في ولاية قصي الكعبة وأمر مكة، وفيه شيء من خبر هذه الأمور، ولنذكر ذلك للفائدة.

روينا عن الأزرقي بالسند المتقدم إليه قال: حدثني جدي، قال: حدثنا سعيد بن سالم، عن عثمنا بن ساج عن أبيه جريج، وابن إسحاق -يزيد أحدهما على صاحبه- قالا بعد ذكر ما سبق من خبر قصي بن كلاب: فحاز قصي شرف مكة، وابتنى دار الندوة، وفيها كانت قريش تقضي بعض أمورها. ولم يكن يدخلها من قريش من غير قصي إلا أبن أربعين سنة للمشورة، وكان يداخلها ولد قصي كلهم أجمعون وحلفائهم؛ فلما كبر قصي ورق، وكان عبد الدار أكبر ولده وبكره، وكان عبد مناف قد شرف في زمان أبيه، وذهب شرفه كل مذهب، وعبد الدار، وعبد العزى، وعبد بن قصي بها، لم


١ الروض الأنف ٧/ ١، الكامل لابن الأثير ٢/ ١٤، المعارف لابن قتيبة "ص: ٥٥٣".
٢ الكامل لابن الأثير ٢/ ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>